مع بدء دخول شهر شعبان المبارك، ومضي العشر الأوائل منه نجد الناس يتهافتون، ويزدحمون، ويكتظون ويتسابقون على شراء المواد الغذائية.. وبكميات غير معتادة في بقية السنة.. حيث يتم الشراء بكميات زائدة، وذلك استعداداً للشهر الكريم «رمضان» وكأن «رمضان» شهر للأكل والتخمة.. وليس شهراً للصوم.. إقبال الناس وتزاحمهم على المواد الغذائية ظاهرة سلبية تؤثر على أسعار المواد الغذائية بالإرتفاع .. فالسوق أيضاً يستغل تهافت الناس على المواد الغذائية.. فيعتبر ذلك موسماً لرفع الأسعار واستغلال الناس من خلال المغالاة بالأسعار.. حتى مادة الوقود «الغاز» تبدأ بالندرة والاختفاء وبالتالي ارتفاع سعر الاسطوانة نحو 30،40، 50% لأن هناك من يقول: أنه حصل على الاسطوانة بسعر مضاعف .. والمشكلة أن المادة متوفرة لكن كل الناس يتهافتون عليها بمجرد أن تنتشر إشاعة بأن «الغاز» معدوم.. ويسعى الجميع للحصول على عدد من الاسطوانات دفعة واحدة وهو مايتيح الفرصة للوكلاء في رفع الأسعار إلى الضعف. عموماً إن الصيام هو استراحة للبدن والجهاز الهضمي بالذات، وتخليص للجسم من السمنة الزائدة والمضرة، والتي تقف وراء كثير من الأمراض.. كما أن المعدة خلال هذا الشهر تتخلص بالصيام من الطفيليات والديدان والبكتيريا، وكل الأمراض المعدية.. ونحن نعلم أن الأطباء ينصحون كثيرين من المرضى بالصيام، وهذا ماثبت عند علماء الطب الغربيين الذين وجدوا في الصيام فوائد كثيرة، فلم نحن نُذهب فوائد الصوم بالمأكولات الزائدة ولينظر كل منا خلال نهار صومه.. ماهي أحاسيسه ،ومشاعره، وكيف يحس ببدنه.. إن يحس بخفة البدن، وشفافيته، ويحس بروحانية طيبة، ويشعر بصفاء ونقاء عقله.. ليرصد الأحاسيس والمشاعر النهارية كل منا.. وعند المساء وبعد تناول وجبة «العشاء» عليه أن يقارن، ليجد نفسه، قد ثقل ونال من جسمه الخمول، وأصابت العتمة نفسه وعقله، وذهبت الروحانية النهارية التي كانت تحلّق به في السماء نهاراً.. لتهبط به إلى الأرض ليلاً بعد العشاء المفرط. إن شهر رمضان يذكرنا بالفقراء والأيتام والجوعى، والمعدمين،لنعطف عليهم، ونتولاهم، ونحس بهم.. لأنهم شبه صائمين على مدار السنة.. وعليه فقد ربط الله ورسوله الزكاة والصدقات بشهر الصوم.. لأن الاحساس بالمحتاجين يكون أكثر .. فإذا أحسسنا بهم نهاراً.. فلا ندع تخمة العشاء تنسينا إياهم ليلاً.