لم ولن تتوقف حملات تشويه اليمن على أيدي أحزاب المشترك. وفي كل يوم تبث صحف ومواقع هذه الأحزاب قبحاً جديداً، يسيء للسيادة اليمنية.. وتنفثُ سماً في وجه سمعتنا، تُلّفقُ الافتراءات، وتؤلفُ الزور والبهتان، ثم تنشرها وتصدقها، في محاولة دائمة، كي ينسى أعضاء هذه الأحزاب «المفككة» عيوب قياداتهم، ومشاكلهم المستفحلة. والقبح الجديد عبارة عن مطالبات لحوحة أسماها (المشترك) مبادرة.. تستهدف إقناع الدولة بالكف عن ملاحقة العناصر التخريبية، ومنحها فرصة جديدة لالتقاط أنفاسها، وإعادة تنظيم أوضاعها من جديد.. ربما اقتناعاً من (المشترك) بأن وسيلتهم الوحيدة للقفز إلى السلطة تكمن في المزيد من التخريب، والتدمير.. والفوضى، وإتاحة الفرصة تلو الأخرى «للمتمردين» كي يعيثوا في صعدة خراباً وتدميراً. لقد تم منح المتمردين فرصاً عديدة، آخرها في 17 يوليو العام الفائت، وبمبادرة شخصية من رئيس الجمهورية، إلاَّ أنهم ازدادوا عتواً وتمرداً، كما هو طبع اللئام دائماً. وقبل ذلك شُكِّلت العديد من لجان الوساطة، شارك فيها علماء وسياسيون وشخصيات اجتماعية ومن ضمنهم عدد من قيادات (المشترك)، مثل عبدالوهاب الآنسي، وسلطان العتواني، وحسن زيد، وعيدروس النقيب، كلها أخفقت في مساعيها بسبب تعنت الحوثيين، وعادت قيادات (المشترك) من صعدة مقتنعة بأن لاجدوى من الحوار مع المخربين، بل إن العتواني كتب في ذلك قصيدة عصماء!. الدولة اليمنية، دولة قوية بشعبها، وجيشها، ونظامها، ورئيسها، وتعتبر - وفقاً لذلك - كل التيارات المناهضة لها من قبيل العوارض التي تظهر وتختفي، وتتكسر على صخرة القوة، إذا ما عجزت عن إعادتها إلى جادة الرُشد لغة المنطق والحوار.. والأحرى بقيادات (المشترك) أن تكون مع الدولة في فرض هيبتها وسلطة الدستور والنظام والقانون، بدلاً عن النعيق والاصطفاف مع المتمردين كلما اقتربت ساعة الحسم والقضاء عليهم. قيادات (المشترك) إذا ما أرادوا دغدغة عواطف الناس يعلنون أنهم ضد التخريب، وإذا منحت الدولة فرصة للمتمردين لكي يثوبوا إلى العقل، زعقوا وصمّوا الآذان بضرورة فرض هيبة الدولة والقضاء على من يشقون وحدة اليمن ، وعندما تستجيب لهم الدولة وتقوم بواجبها، يرفعون عقائرهم بالمطالبة بالتهدئة وإعطاء عصابات التخريب فرصة جديدة.. يقولون للدولة وللشعب: إنا معكم في مواجهة التخريب، وإذا خلوا بالمتمردين يقولون لهم: إنا معكم إنما نحن مستهزئون!! نعلم - يقيناً - أن (المشترك) يعاني فصاماً نكداً، وتخبطاً في الرأي والرؤية، بسبب سيطرة الموتورين على المعتوهين،، علاوة على إصابة قياداته بفقدان الذاكرة وضعف السمع ( وليس على المريض حرج) لكنهم - بسبب حقدهم - لايعلمون ذلك، ويصرون باستماتة على لعب دور الحكيم، أو الوسيط بين الدولة... وحفنة شاذة عن النظام والقانون من المجرمين والمخربين. كما ندرك - حد اليقين - أن هذا (المشترك) ليس إلا خليطاً غير منسجم لمجاميع من المتطرفين، مع بقايا الاشتراكيين، ومخلفات الإماميين، والانتهازيين الحاقدين من مرتزقة القوميين... يجمعهم الغل والكيد والارتياب، والعداء للوطن، والطموح في اعتلاء السلطة ولو على جثث الأطفال والأرامل! إذا كان (المشترك) حريصاً على قوى التمرد والتخريب، عملاً بالقول المأثور: «انصر أخاك ظالماً»، ويعتبرها جزءً من تكويناته الشاذة، فليقم بواجبه في ردعها عن الظلم والتخريب، وإقناعها بالجنوح للسلم والالتزام بالنقاط الست، بدلاً عن إثارة الاختصام الطفولي، والخوض في عنتريات الكلام، فالزعيق والنعيق والصراخ والعويل... لم يعد مجدياً بعد ما طفح الكيل ،وحسمت الدولة خيارها بما يكفل إخماد الفتنة وتحقيق السلام.