إن الناظر والمتأمل لما يدور حالياً في محافظة صعدة من تمرد ناتج عن أنانية في نفوس المتمردين الطامعين بالوصول إلى السلطة ومحاولة إلصاق تمردهم بالزيدية لكسب استعطاف الناس ليبيّن للجميع مدى التخطيط المسبق لهذا التمرد منذ زمن وليس وليد اللحظة . هؤلاء المجرمون الذين يسعون لإهلاك الحرث والنسل ودمروا كل منجزات الوطن ومكاسبه بحجة أن لهم أحقية السلطة دون أي وجه حق ، هؤلاء هم أعداء السلام وأعداء الوطن وأعداء الدين وأعداء الحرية وأعداء أنفسهم ، وبصراحة قد استوقفني وأنا أتصفح موقع «العربية نت» كلام المعتوه البيض الذي فوض نفسه كحريص وصاحب واجب على أبناء القوات المسلحة بنصيحتهم بالتراجع عن قمع المتمردين متناسياً كل الجرائم التي ارتكبها هو وعصابته في صيف 1994 حين أراد العودة بالوطن إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990 ، ولكنها كانت أمنيات خائبة لم تتحقق وبقيت الوحدة رغم أنفه هو وعصابته ، وهاهو البيض اليوم يتسكع بين عواصم الدول .. ومن أين للسلامٍ أن يأتي من شخص كهذا ؟ إن ما أقدم عليه الحوثيون المجرمون الإرهابيون من عمليات إجرامية من استهداف وترهيب للمواطنين العزل وقطع الطرقات وتجنيد الأطفال لمقاومة الجيش واستخدامهم كدروع بشرية يتنافى مع كل القيم والمبادئ وكل المواثيق الدولية التي تدعو جميعها إلى عدم استهداف المواطنين العزل واستخدامهم كدروع بشرية فضلاً عن خطف كل من يقومون بأعمال إنسانية ، فأي سلامٍ يريده هؤلاء المجرمون القتلة وأيُّ حرمةٍ يتحدثون عنها في شهر رمضان ؟. باختصار شديد، السلام الذي يريدونه هو قتل اليمنيين ، والشعارات الكاذبة التي يرددونها «الموت لإسرائيل ، الموت لأمريكا ، اللعنة على اليهود» ليست إلا غطاءً لأعمالهم الدنيئة ولسان حالهم وأفعالهم يقول «الموت لليمنيين» فمن أين يوجد في محافظة صعدة أمريكان وإسرائيليون؟ أما بالنسبة لمن يزعمون أنهم يخافون على مصلحة الوطن من قيادات اللقاء المشترك الذين يتزعمهم حزب الحق في هذه الدورة ويدعون إلى وقف القتال في صعدة ، فإن الجميع يستغرب من مواقفهم المتناقضة التي تتلون وتتقلب في اليوم الواحد إلى مائة حال ، فماذا يريدون بالضبط ؟ هل يريدون سلاماً أم فوضى ؟ إن الظاهر للعيان أنهم لا يريدون إلا الفوضى لأن مصالحهم مرتبطة بالفوضى ، وليس لي إلا أن أقول لهم: اتقوا الله في الوطن واتركوا مصالحكم الشخصية جانباً ، وقولوا كلمة حق من أجل الوطن ومن أجل أبنائكم والجيل الصاعد الذي لن يذكركم إن استمررتم في تأييد الفوضى إلا بأسوأ الصفات ؛ والتاريخ لن يرحمكم. نعم للأمن والاستقرار والسلام .. لا للفتنة والفوضى .. وحفظ الله وطننا وقيادته من كل مكروه ، ونقول لأبناء قواتنا المسلحة والأمن إن الله معكم ومن نصرٍ إلى نصر ورحم الله شهداء وطننا .. والخزي والذلة لأعداء السلام والخونة ومن أيّدهم .