على غير العادة تجد نفسك محاطاً بالفراغ كل القلوب موصدة في وجهك وكل الأحلام تتلاشى لحظة بزوغها . إذ ليس لك من الأمر شيء إلا أملاً شارداً بين أكوام الوجع لا لشيء إلا لأنكما ولدتما يتيمين . رباه لماذا قدر لنا نركب المتاعب بصدور عارية وأعماراً لم تتجاوز عقدها الأول إلا قليلاً ؟ ألا يمكن لهكذا مجتمعاً أن يعيرنا أكثر من صمت قاتل وابتسامة على وشك النفاذ؟. إننا بحاجة إلى أكثر من ذلك بحاجة إلى مدرسة تزودنا بأبجديات الحياة , أن نصحو غير قلقين على إفطارنا,السكينة,الاستقرار النفسي, الحق في أن نحلم . أسئلة ارتسمت على شفاه هشام الشميري وأخته صحوة وأنا أسالهما عن أحوالهما وما زالا بحاجة إلى إجابة شافية . هشام وصحوة طفلان بريئان يسكنان مع أمهما العجوز في بدروم مستأجر ويعانيان من ظروف مادية بالغة السوء فلا هما بقادرين على توفير إيجار البدروم المتواضع وليس بوسعهما أن يوفرا شيئاً من قوتهما الضروري في ظل ظروف اقتصادية طاحنة وانعدام فرص العمل للخريجين فكيف بالأطفال . هشام البالغ من العمر 12 عاماً أجبرته ظروفه الأسرية والمادية والنفسية على ترك المدرسة بينما ما زال أمام صحوة الكثير من الأحلام . إنها استغاثة مكلومة يتوجه بها الطفلان إلى أصحاب الضمائر الحية وجمعيات رعاية الأيتام أن أغيثوا هشام وشقيقته قبل أن تتلقفهما المأساة.