عادت المفرقعات التي هي أحدث أنواع «الطماش» لتفزع الجميع وتخيفهم سواء كانوا من كبار السن أو الأطفال أو النساء، فقبل أيام من شهر رمضان كنا نسمع بين الحين والآخر أصوات الطماش الصاروخي والذي عرفناه منذ الصغر المشبوك بفتيل واحد ويتخلل هذه الهواية التي دائماً ما تقترن بالافراح الدينية والاجتماعية كحفلات الأعراس تفجيرات هي بالطبع لا تؤدي إلى أضرار جسدية إلا إذا ألقيت بين أرجل المتعاركين بها أو في وجوههم وصدورهم. غير أن بعض المنفلتين من أسرهم ومن التربية المجتمعية يتعمدون إلقاءها أو تفجيرها في وقت متأخر من ليالي رمضان وفي قرب المنازل فيكون لها دوي يخرج بعض الساكنين من بيوتهم يسألون: ماذا حدث؟! لاعتقادهم من شدة انفجارها أنها قنابل أو عبوات ناسفة فلا يجدون من يقول لهم هي طماش هندي خاص باليمن والقاذف بها ابن فلان وقد هرب كما يفيد أقرانه الذين كانوا في مكان التفجير، ولايجد المنزعجون أو قل المفجوعون بداً من محاولة تقصي اثر الفاعل أو الاتصال بذويه خوفاً من ان تكون المعلومات عنه غير صحيحة يتعمد بعض الاقران المشاغبين تتويه المتضررين منها. قبل رمضان بل في أوقات متفاوتة تصدر وزارة الداخلية تحذيرات لمستوردي وبائعي الألعاب النارية الشديدة الانفجار والتي يصل دويها ويسمع على بعد بضعة كيلومترات في وقت الهدوء، وعممت على الأجهزة الأمنية الرئيسة والفرعية تلك الانذارات بقصد تكليفها بتنفيذها بصرامة في مناطق مسئولياتها وبحيث يمنع التسامح أو الوساطة في التعامل مع المخالفين لاسيما الذين تكررت مخالفاتهم من تجار ومن شباب وآباء ولم يضبطوا أبناءهم الضبط الذي يمنعهم من القيام بهذه التصرفات مرة أخرى. صحيح أن هذا النوع من الطماش قد اختفى لفترة وجيزة بفضل حملات التفتيش في النقاط الأمنية في أطراف المدن وجوانبها والمحلات التي تؤكد المعلومات انها تمارس بيعها بالتجزئة والجملة لمن يريد، إلا أنها عادت بقوة ولا ندري هل السبب هم أولئك الذين سبق أن عرفت اسماؤهم ولم يتوقفوا عند حدهم أم أن هناك جيلاً جديداً من التجار الذين يبحثون عن الرزق السهل الذي يأتيهم من الأطفال والشباب والذين بدورهم ينتزعون قيمتها من جيوب آبائهم وأمهاتهم بنفس طريقة الجعالة الضارة مثل العصائر المسمومة والمعبأة في أنابيب بلاستيكية سبق وان حذرت منها جهات صحية مدعمة بتقارير وبلاغات من جمعيات حماية المستهلك وتندرج ضمنها تلك الأنواع المقرشة من البطاطس المشبع بالفلفل الحار والحوامض. انقذونا يامن بيدكم الأمر بالله عليكم من الطماش المدوي أو الصامت فصحة القلة مرتبطة بصحة وسلامة العامة وبالذات الحالات النفسية التي يولدها هذا الخليط من المفزعات والمفجعات وكل عام وأنتم ونحن بخير.