المدار الجديد المتجدد لمعرض «المرئي والمسموع » السنوي الذي ينتظم سنوياً بالشارقة يعيدنا إلى مربع الفكرة وتداعياتها المتألقة، فهذا المعرض العتيد كان بمثابة نقطة الانطلاق التي مهدت لمهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، وهو بمثابة المنصّة الأولى لقوة الدفع المستمرة ألقاً وصعوداً. وهذا ليس أمراً مفارقاً للحقيقة ،كون المشاركون فيه 39 فناناً و112 عملاً فنياً يتوزعون بين الأصالة المزهوة بالخط العربي، والخزف السابح في فضاءات الكتلة وتناغمها النافل مع الضياء والنور، وحتى الحروفية العربية التي أصبحت بذاتها فنوناً تتماهى مع الخط العربي، فيما تُعانق معطيات الفن التشكيلي بأبعادها اللونية والمنظورية والفراغية والاشارية. لا نستطيع في هذه العجالة أن نقف حصراً على الأسماء المشاركة من مختلف البلدان الإسلامية، ولهذا نكتفي بالإشارة ، ونقول بأن المُشاركات تنوّعت في خصائصها ومحمولاتها المتعددة إبداعاً وأسلوباً، وبالمقابل أومأت إلى عوالم لاستقراءات واستجلاءات تتقافز بنا في أزمنة التاريخ ونواميسه، فيما تضعنا في قلب المعادلة العرفانية لماهية المرئي الذي يتموْسق بصوته الداخلي، والمسموع الذي يتدوْزن بشاعرية الألوان. وبالترافق مع المرئي والمسموع كان معرض الحروفية الكريستالية، ومن المعروف أن « تشيكيا » بلد الروائع الفنية المقرونة بفن صناعة الكريستال، لكن الجديد الفريد يكمن في أن كريستال تشيكيا يتقدّم اليوم على خُطى المُحايثة الجمالية لفنون الخط العربي، وفي هذا المعرض بالذات سنقف على تجربة جديدة وفريدة أسهم فيها صُنّاع الكريستال الأكثر مهارة ودربة، بالإضافة إلى عشرات الفنانين الذين أكسوا الكريستالات قيمة جديدة، وأفلحوا في مُناجزة التكاملية الفنية بإدراك بصري ومعرفي مثاله المعروضات التي نراها في هذه التجربة.