مجرد إعلان دعائي تائه، عبر وسيلة إعلامية جعل أصحابنا الخبراء جداً في «التشاور» حيناً وفي «الحوار» الوطني حيناً آخر، يطلقون الرصاص والمفرقعات والألعاب النارية في الجو، تهليلاً وتكبيراً، ويطلقون عليه اسماً رناناً وقريباً من خبرة المشترك ولجانه الحوارية العليا، سموه «مبادرة»!! .. فجأة ودون مقدمات أو إنذار مسبق بحلول كارثة ما، منحوا التمرد وساماً وخلعوا عليه الألقاب والإشادات، ولن يبخلوا أبداً بالثناء وامتداح مأثرة عبدالملك الحوثي زعيم عصابة التمرد والتخريب، لا لشيء يستحق لأجله ذلك، بل لأن جماعة الخبراء إياهم لم يجدوا أمامهم عملاً يقتلون به الفراغ إلا هذا! .. المتحدث باسم «لجنة الحوار العليا» الأستاذ محمد الصبري سماها «مبادرة جيدة»، وقال إن اللجنة عقدت اجتماعاً طارئاً لتدارس المسألة وبحث إعلان الحوثي بالقبول والموافقة على ورقة تخص أحزاب المشترك لوحدها أطلقوا عليها صفة «الإنقاذ»، وهم بارعون جداً في الأسماء كما هو واضح حتى الآن. .. المهم أن الاجتماع الطارئ خلص إلى «الترحيب والمباركة» بما أسماه «مبادرة الحوثي»! .. وبحسب الصبري فإن الاجتماع «رحب بمبادرة عبدالملك الحوثي التي رحبت هي الأخرى بمبادرة المشترك»!! .. إلى هنا وكفاية، كل ما هنالك غزل وتبادل أدوار وإشادات.. وتبادل خدمات! .. ما أعلنه زعيم المتمردين ليس مبادرة، ولا يتضمن بنداً واحداً يصح وصفه بهذه التسمية، فأين هي المبادرة، وأين شروط الدولة واللجنة الأمنية، ولماذا تنكّر المتمرد الحوثي لمطالب وشروط الدولة وذهب يتخاطب مع المشترك؟ .. إلا إذا كان المقصود هو تجاهل الدولة والسلطات الدستورية وكأنها لم تكن؟ فإن هذه مبادرة لا تقل سوءاً وخيانة عن فعل التمرد المسلح وجرائمه الموثقة! .. كان نفسي بس أعرف لماذا هي مبادرة؟ وما الذي يقصده أو يفهمه الناس في المشترك من كلمة «مبادرة»؟! شكراً لأنكم تبتسمون