هناك من يقول بأن قائد التمرد عبدالملك الحوثي وافق على رؤية أحزاب المشترك عن «الإنقاذ الوطني» لأنه «اقتنع بها»!! ومن يقول بهذا الرأي يرفض أن يحلف يميناً على ذلك«!!». .. هذه الفرضية تدعو للتساؤل عما إذا كان الحوثي قد قرأ أصلاً الرؤية المذكورة والتي أعلنها أصحابها خلال الأسابيع الأولى لاندلاع المواجهات الجارية مع عصابة التمرد. .. كان المتمردون متفرغين للقتل والبطش بالمواطنين وإحراق المزارع والمنازل والاعتداء على الجنود والمرافق الحكومية، فمتى قرأ هذا المتمرد رؤية المشترك ليقال بأنه اقتنع بها؟ .. وهناك من قيادات وكودار المشترك نفسها من قرأ المبادرة أو المشروع المذكور أكثر من مرة ولم يفهم منها شيئاً، فضلاً عن أن يقتنع بها!! .. وطرف ثانٍ يرى بأن إعلان المشترك لمبادرته تلك وفي التوقيت الذي كان، إنما جاء عن سابق قصد وحرص وعناية لإتاحة الفرصة للتمرد، لاحقاً، لكي يمعن في تنكره للدولة ويعلن تحالفه مع المشترك، فيكسب المشترك حليفاً لصفه، ويحصل التمرد على إشادات وشهادات براءة، كتلك التي صدرت على لسان لجنة المشترك للحوار الوطني بعد ساعات من الإعلان الحوثي! .. طبعاً هذه وجهات نظر تقال ولا يمكن تجاهلها أو «تكفيرها»، ولكن ثمة فريق ثالث يذهب إلى تأكيد وجود تنسيق وتفاهم مشترك بين الجانبين، وما يجري هو جزء من تفاهمات «وطبخات» مؤكدة بعلم ودراية لجان المشترك العليا وقياداته، أو على الأقل البعض منها، وهذا كلام يُقال ويُسمع! .. وأكثر من ذلك فإن قراءات وجيهة يحلو لها استنتاج خلاصة تحليلية وجيهة أيضاً، مفادها يقول بأن جزءاً مهماً من مبادرات ومناورات قيادة التمرد إنما تخرج ساخنة من مطابخ «عليا» في اللقاء المشترك وكواليسه العامرة بالوجبات المثلجة والجاهزة!! أياً كان الأمر، فإن الشيء المؤكد والثابت هو أن المشترك لم يقل أبداً بإدانة التمرد وعصابة التخريب، ولا ينوي أن يفعل، كما لو كان محافظاً على صداقة وود!! .. زد أن إشهار الحوثي ورقة المشترك بهذا الوقت والظرف، لا يخلو من شبهة وأكثر من مجرد ريبة وشك!!