الفقير أياً كان لونه أو نوعه أو موطنه أو ديانته هو إنسان بالدرجة الأولى يتوحد مع جميع فقراء العالم في كل بلاد الأرض في المعاناة الحياتية المعيشية والتعليمية والصحية والاجتماعية والإبداعية...الخأما الفقر نفسه فإنه لم يعد مشكلة الفقراء فقط بل إنه تجاوز حدود هذه الفئة من الناس ليصبح مشكلة العالم أجمع..بل إن الفقر غدا مرضاً وعاهة وآفة الآفات التي تعاني منها الأمم لأنه أصبح مؤثراً سلبياً على التنمية العامة بمختلف مجالاتها في العديد من دول العالم ناهيك عن كونه أي الفقر قد أصبح وجوده في أي مجتمع أو دولة مؤشراً واضحاً على وجود الفساد الذي صار الوجه الآخر للفقر وكلاهما يسيران بالشعوب إلى هاوية الانحطاط..من أجل ذلك فإن الدول المتقدمة وكبريات الاقتصاد والغنى العالميين قطعت على نفسها الوعود والعهود بالعمل جنباً إلى جنب مع كافة دول العالم وخصوصاً منها الدول المصنفة عالمياً بالفقيرة والتي تعاني شعوبها من شبح الفقر المعطل كل قدراتها على النهوض على مستوى الفرد أو الجماعة أو الدولة،تعهدت هذه الدول بتقديم المساعدات والقروض ودعم حملات مكافحة الفقر بالمهارات والخبرات والتدريب والتخطيط....الخ.. كما أنها وعدت بأن تكون هدية الألفية الثالثة منها خاصة بالفقراء ومكافحة الفقر وهذا ما جعل الكثير من منظمات المجتمع المدني في العالم تنشط في هذا الجانب لدرجة استطاعت أن تتكلل جهودها بتعميم يوم «17أكتوبر» من كل عام يوماً للنداء العالمي لمكافحة الفقر في كل بقاع الأرض...وبلادنا اليمن واحدة من دول العالم التي يسودها الحراك الجاد والفاعل من قبل منظمات المجتمع المدني في معركتها الوطنية والإنسانية ضد الفقر بهدف مكافحته وصولاً إلى استئصاله جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية التي تعمل هي الأخرى جاهدة في هذا الاتجاه رسمياً وقد خطت في هذا المضمار خطوات ناجحة على طريق التخفيف من الفقر والشاهد العيان الأكثر وضوحاً على ذلك هو «الاستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر» التي كان لمنظمات المجتمع المدني الشراكة الفاعلة في إصدارها وفي تفعيل ما أمكن تفعيله عملياً على هدى منها في إطار الإصرار الرسمي والمدني على الوقوف صفاً واحداً أمام مشكلة الفقر والعمل على خدمة الصالح العام للفقراء في بلادنا..يوم أمس السبت الموافق «17/10/2009م» اليوم العالمي لإطلاق النداء الشعبي والرسمي في بلادنا إلى كافة دول العالم وإلى حكومتنا الرشيدة لمكافحة الفقر قام «التحالف اليمني للنداء العالمي لمكافحة الفقر في بلادنا بالتعاون مع شبكة منظمات المجتمع المدني للتنمية والنداء العالمي لمكافحة الفقر وبالتعاون مع منظومة الأممالمتحدة العاملة في بلادنا» بتنظيم فعاليات مختلفة للتذكير بمعاناة الفقراء على شكل ندوات توعوية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وتوزيع المطبوعات الخاصة بتحركها المبذول في مكافحة الفقر والتذكير بعذابات الفقراء،واجراء عدد من المقابلات مع صناع القرار في الحكومة كسباً لدعمهم وللتأييد الكبير للحد من الفقر متوجة هذا التحرك ب «وقوف تحد للفقر» من خلال إقامة كرنفالات خطابية وفنية دعت إليها الكثير من قطاعات المجتمع الرسمية والجماهيرية والاجتماعية...الخ كالذي أقيم صباح أمس بحديقة السبعين في العاصمة صنعاء، أو الذي أقيم بالمجمع التربوي النسوي «مدرسة خولة للبنات» بمديرية حيس عن محافظة الحديدة كون جمعية المستقبل الاجتماعية فيها عضو في شبكة منظمات المجتمع المدني بالجمهورية..وإذا كان مثل تلكم أنشطة تبعث على الأمل في السير الجاد لحكومتنا ومنظمات مجتمعنا المدني نحو التخفيف من كابوس الفقر وآثاره السلبية على حياتنا العامة فإننا هنا نجد الفرصة مواتية لنداء الدول العظمى والمانحة بالوفاء بكل ما التزمت به من دعم ومساعدة للفقراء ومضاعفة ذلك كونها تقع على عاتقها أكبر المسئوليات في هذا الخصوص كما أن على بلادنا ممثلة في الحكومة مضاعفة جهودها لدعم مكافحة الفقر من خلال إشراك المجتمع المدني في المتابعة والتخطيط والمراقبة في المشاريع الخدمية والتنموية بحيث يكون الفقير في صلب هذه المشاريع...كما أن عليها تفعيل عدالة التوزيع للمشاريع وللموارد التي تخدم الفقراء بشكل خاص وتساعد في مكافحة الفقر..فهل لدينا الاستعداد للوقوف ضد الفساد من خلال مكافحة الفقر الذي يمثل البيئة المناسبة لتكاثر أوبئته التي تضر بالصالح العام..إن ثقتنا في قيادتنا السياسية ممثلة بالزعيم المناضل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كبيرة جداً خاصة ونحن نلمس يوماً بعد يوم مدى مصداقية التوجهات نحو استئصال الفساد بكافة اشكاله ومكافحة الفقر في كل بيئاته في مختلف ربوع الوطن.. وبذلك فقط نكون قد لبينا النداء العالمي لمكافحة الفقر وأهدينا الفقراء مزيداً من العطاءات الخدمية والتنموية وما أجمل أن نرى مبادرات جديدة تخدم الفقير متزامنة مع أعراسنا الوطنية بالعيد ال74لثورة سبتمبر المجيدة وال46لثورة 14أكتوبر الخالدة..