الانتماء الوطني سمة من سمات الوطنية الحقيقية ومفهوم سائد في النفوس وشيء طبيعي، كون الوطن وماحوله من المنجزات الوطنية ملكاً للوطن وسياجاً قوياً ضد تطاولات المتطفلين، ومن هذا المنطلق يظل الانتماء الوطني شعوراً يجسد وحدة العقيدة والحرية والكرامة. لهذا تظل الحاجة ماسة أن نغرس في شبابنا وطلابنا الانتماء الوطني للوطن الكبير ووحدته وما تحقق من تطورات في منظومة التنمية والبناء ويهمنا كثيراً أن يتحرر شبابنا وهم القوة الفاعلة والمهيأة لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة من عوامل الضعف والفتور والوقوع فريسة لشياطين الفوضى والعبث والانتهازية والاتجاه نحو الفعل في إرساء ثوابت الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والنهل من كتب المعرفة والثقافة وموسوعات الفكر ما يجسد مبادئ الوفاء لهذا الوطن الوحدوي المعطاء. إن انتماء الإنسان للوطن تربية سياسية وانطلاقة ايجابية والتزام ثابت بقواعد وأنظمة وقوانين تحظى باحترام الجميع وعادات وتقاليد بهدف إرساء لبنات التنمية والاقتصاد الوطني. ويمكن القول بشيء من الواقعية: إن هناك عوامل وخصائص جوهرية تساعد على تعزيز مبدأ الانتماء الوطني وترسيخه وتعميقه في أذهان وعقول الشباب والناشئة أهمها دور الأسرة في ترسيخ التعزيز لمبدأ الانتماء للوطن والوحدة والديمقراطية باعتبار ذلك قيمة معنوية إضافة إلى التعلم والتعليم وتحقيق مستويات عالية في التحصيل الدراسي إضافة إلى تقوية الروابط الاجتماعية والاقتصادية والوطنية وتعميق الممارسة الديمقراطية في الوسط المجتمعي الشبابي والوطني والطلابي والمرأة والناس على اعتبار أن للأسرة دوراً أساسياً ومهماً في تنمية الشعور بمبدأ الانتماء لدى الشباب والطلاب والمرأة وغرس مبدأ ومفهوم الاعتقاد بالانتماء والولاء للوطن بالإضافة - وهو الأهم - إلى الارتقاء بدور منهجية المناهج الدراسية في مختلف المراحل الدراسية لتعميق مفاهيم واتجاهات التربية الوطنية الشاملة والمنهج الديمقراطي والارتقاء بتأثير وسائل الإعلام والثقافة اليمنية لما يؤمن التصدي لأشكال ومفاهيم الثقافة الغربية بفيروساتها المنحرفة الفاسدة. وتندرج ضمن هذه الرؤى القيام بين فترة وأخرى بحملات توعوية ومناشط جماهيرية وندوات فكرية في المدارس والجامعات للرفع من الوعي المجتمعي الفكري والسياسي بالاعتماد على قيم وأخلاقيات ديننا الإسلامي الحنيف المستندة أساساً على الوسطية والاعتدال والتسامح العقدي والفكري واحترام آراء الآخر والحوار البناء والابتعاد عن التعصب المذهبي والطائفي وغيرها التي تستهدف تمزيق وشق الصف الوحدوي، وهذه الأمور توفر أرضية خصبة للقضاء على الظواهر السلبية كالفساد والمحسوبية وايجاد انفراج لمشاكل البطالة والفقر.. إضافة إلى السعي للاستقرار الأمني والاقتصادي ومواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية والمالية وما تفرضه على بلادنا والعالم العربي والإسلامي من تبعات اقتصادية خانقة. الانتماء الوطني قدر واختيار بعيداً عن العواطف وهو انتماء فكري وثقافي ووطني ورؤى مستقبلية من أجل الخير والعدل والإبداع والتقدم والسلام. فهل يظل مفهوم الانتماء الوطني والولاء نبراساً يضيء دروب الوحدة الاجتماعية والعدالة. ويقول أساتذة وعلماء الاجتماع: إن مشاعر الإنتماء الوطني تتقوى وتتعزز وتتأصل لدى الأفراد والشباب والأفراد إذا ما أشبعت حاجاتهم الضرورية فكلما زادت العدالة الاجتماعية وانتشرت الرحمة بين الناس عمّ الخير والتعاون والإخاء والمودة والسلام أرجاء الوطن.