معرض صنعاء الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين يعيد ويطرح نفس الإشكالات والظواهر المرافقة للمعرض في جميع دوراته السابقة. .. يغيب عن ذهن واهتمام الجهة المنظمة إدخال اشكال وأساليب جديدة وترويجية سواء في طريقة العرض والفرز والتوزيع على أرضية ومساحة المعرض، أم في توفير خدمات جديدة ومساعدة للجمهور للتعرف على دور النشر المشاركة والتخصصية في مجالات مختلفة، عبر أسلوب عرض الكتروني بشاشة عريضة توضع في الباحة الخارجية للمعرض. .. هذه وغيرها محفزات وخدمات ترويجية تعمل لمصلحة الهدف العريض والأساسي من إقامة هذه المعارض، لأن الإبقاء على نفس التقليد والنمط وطريقة التكديس والحشو والعرض يُفقد المعرض ألقه وطبيعته المتجددة والمستمرة أصلاً من تجدد وتقدم وتطور الكتاب والنشر، تبعاً لتقدم وتطور العصر والعلوم والإنسان بموازاة الجميع. .. فكرة الندوات والفعاليات الفكرية والثقافية والعلمية المرافقة للمعرض والتي تقام على هامشه، لاتزال هي الأخرى هامشية وقاصرة على أداء رسالة واستقطاب الجمهور وإغرائه بالحضور والاستماع. .. ثمة قصور واضح وتقاصر عن فهم أو أداء الرسالة المطلوبة من معارض دولية بهذا الحجم ويجب على الهيئة العامة للكتاب الجهة المنظمة أن تفكر جديّاً وبطريقة أخرى للتحرر من النمطية والتكرار الممل والقاتل وأن لا تكتفي باستئجار الصالة وبيع المساحات الداخلية للمشاركين وينتهي عملها هنا حيث يبدأ!! .. من الضروري قول ذلك وكتابته، ولا ينتقص هذا من أهمية المعرض، بل يبحث عن أهمية وفائدة أكبر وأكثر فاعلية، لأن معرض صنعاء لم يستطع أبداً أن يتحول إلى «ظاهرة» ثقافية وعلمية وفكرية، كما هو الأمر مثلاً مع معرض بيروت أو القاهرة، وهما من أهم وأبرز المواسم الفكرية الثقافية العربية التي يُشار إليها بالبنان. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]