سيرتكب العالم خطأً فادحاً إذا سمح لإيران بامتلاك سلاح نووي وإذا استمر هذا التعامل الرقيق واللطيف مع مشروع إيران النووي فإن السنين القليلة القادمة سوف تشهد ميلاد الخطأ العالمي الفادح.. إيران التي قامت على مشروع تصدير الثورة لن تتوانى في إعلان مشروع تصدير السلاح النووي طالما أن التقنيات الحديثة قادرة على إنتاج قنابل نووية ذات قدرات تدميرية مختلفة، ولا نستبعد أن يأتي اليوم الذي تسلِّح فيه إيران ميليشياتها وعصاباتها التي تزرعها هنا وهناك بأسلحة غير تقليدية كما تسلّحها الآن بأنواع شتى من الأسلحة، ناهيك عن إمكانية أن تستخدم السلاح النووي في أية لحظة دون اكتراث بالنتائج ودون ضرورات حقيقية لاستخدام ذلك السلاح. المشروع الإيراني التوسعي أكثر طموحاً مما يتصور البعض وهو طموح لا رادع له والشواهد التي مرت أكثر من أن تحصى وسوف يكتشف العالم إن ظل على ما نراه من تساهل مع مشروع إيران العسكري النووي الذي اتضح أنه أكبر مما كان متوقعاً وكل مرحلة تكشف عن خطوات جديدة في مشروعها ومفاعلات جديدة، كان آخرها ما ظهر منه منشأة «قم» النووية وبذلك أصبحت هذه المدينة منطلقاً لمشروعين خطيرين هما المشروع المذهبي حيث إن هذه المدينة تنتج سلاحاً مذهبياً فكرياً تصدره إلى مختلف الدول والأقطار التي يوجد فيها من يقبل بتأدية الدور المطلوب.. هذه المدينة التي يسمونها«مقدسة» على طريقتهم هي مصنع القنابل الاثني عشرية وسوف يدرك من لم يدرك بعد آثار هذه القنابل الفكرية التي تصدر بسهولة وتتحرك بسهولة دون أن تكتشفها أجهزة الكشف الآلي في المطارات والموانئ والمنافذ البرية ظهر منها ما ظهر وثمة قنابل موقوتة لم تنفجر بعد في أكثر من بلد.. المشروع الثاني القادم من مدينة«قم» الإيرانية عنوانه الأبرز منشأة نووية لم يعرف العالم عنها شيئاً قبل أن يُكشف عنها مؤخراً، أو أنه «أي العالم» كان يعلم لكنه غض الطرف وسكت والمصيبة هنا أعظم وهذا المشروع سوف يصدر قنابل لا تبقي ولا تذر وحينها سوف يدرك العالم كم كان غبياً حين سكت على هكذا مشروع وأتمنى ألا يسكت العالم إلى أن يصل إلى هذه الحقيقة المدمرة.. الدول العربية قاطبة هي الهدف الأول وربما الأوحد من إصرار إيران على امتلاك السلاح النووي وبعيداً عن تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين ينفون بشدة رغبتهم في الحصول على سلاح من ذلك النوع وتأكيدهم على أن البرنامج النووي الإيراني للأغراض السلمية فقط.. هذا التبرير بدأت به كل الدول النووية مع التأكيد على النزعة العدوانية لدى النظام الإيراني وبالأخص تجاه العرب. الدول العربية التي هي في مرمى القنابل الفكرية والنووية الإيرانية يفترض أن تتنبه بخطورة الموقف وتعمل كل ما في وسعها بالتعاون مع العالم لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي قبل أن تجد نفسها في مرمى القنابل النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الفارسية بالإضافة إلى قنابل العصابات الاثني عشرية.. أحسب أن الصورة واضحة في هذا السياق لكن الجهد العالمي الذي نسمع عنه ونتابعه لا ينم عن جدّية لوقف طموح إيران النووي وربما أن هناك دولاً تدرك أن الخطر الإيراني الحقيقي موجه ضد العرب والمسلمين وبالتالي لا يُستبعد أن تلك الدول تتواطأ مع هكذا مشروعاً ليحدث ما ترجوه وتتمناه بسلاح إيراني ينطلق من مدينة «قم المقدسة» فالفكر الإيراني يقوم على فكرة التصدير، تصدير الثورة، تصدير الفكر، تصدير السلاح لعصابات التمرد، تصدير الموت بأية صورة من الصور ولن يقف الأمر عند حد من الحدود طالما الهدف بسط النفوذ وإحياء امبراطورية يقول التاريخ إن المسلمين أطاحوا بها..