حصيلة 144 لقاءً في الزنزانة وكثير من الأوراق والوثائق والروايات المساعدة استثمرها المحامي خليل الدليمي ليصدر كتاباً عن الرئيس صدام حسين. قال الدليمي ل"فرانس برس" إن كتابه يتضمن مذكرات صدام حسين ابتداء من عام 1959 عندما شارك في محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق آنذاك الزعيم عبدالكريم قاسم في شارع الرشيد وسط بغداد إلى حين تسلمه السلطة والحروب التي خاضها والعلاقات العراقية - الأمريكية. كما أشار الدليمي إلى أن صدام روى هذه المذكرات شفوياً، "لأن الإمريكيين كانوا يمنعون أي تداول للأوراق بيني وبينه؛ فأضطر لأن يحدثني عما جرى شفوياً كي أدونها حال مغادرتي له". الكتاب يتعرض لعدة قضايا منها العلاقة بين نظام صدام والولايات المتحدة حتى غزو العراق للكويت عام 1990، كما يتطرق بالتفصيل لأسباب سقوط بغداد في أيدي الأمريكيين في التاسع من أبريل/ نيسان عام «2003». وكانت القوات الأميركية اعتقلت صدام حسين في 13 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2003 عندما كان مختفياً في حفرة تحت الأرض في مزرعة تقع في بلدة الدورة القريبة من مدينة تكريت، وأعدم صدام في 30 ديسمبر 2006 شنقاً في أحد سجون بغداد بطريقة استفزت مشاعر المسلمين إذ أعدم صباح يوم عيد الأضحى. في المذكرات المنسوبة إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين ما يتعلق بحادثة كانت لتتم لولا تدخل من الملك الحسين بن طلال وهي حادثة إعدام عدي صدام حسين. وبحسب المذكرات فإن صدام قرر إعدام ابنه عدي عندما قتل أحد مرافقيه، لكنه تراجع بعد وساطة من ملك الأردن السابق الحسين بن طلال.. وحسب المذكرات، فقد طلب صدام من القضاء أن يقول كلمته لكنه قال موضحاً: "لكنني وجدت أن وزير العدل والقضاء العراقي كان محرجاً أمامي فقررت إعدامه". المذكرات نسبت لصدام قوله أيضاً: "لكن أم عدي أرسلت مبعوثاً من دون علمي إلى الملك الحسين بن طلال ... وفوجئت به يطلب مني العفو عن عدي". وتضيف المذكرات ما نسب قوله لصدام: "اضطررت وفقاً للتقاليد العربية العفو عن عدي شرط أن يعفو عنه أهل الضحية". المذكرات صادرة في 480 صفحة عن دار المنبر للطباعة في الخرطوم، وتحمل عنوان "صدام حسين من الزنزانة الأميركية.. هذا ما حدث". تقول المذكرات أيضاً وبحسب ما تناقلت الوكالات من خبر صدور المذكرات أن صدام أعد "خطة كاملة للهروب من السجن بمساعدة فصائل من المقاومة العراقية" وأنه حدد لهذه القوة هدفاً هو "اقتحام سجنه إذا وقع في الأسر".