ينفذ الجيش الباكستاني منذ السابع عشر من الشهر الماضي هجوماً واسعاً في وزيرستان أسفر حتى الآن عن مقتل حوالى 300 مسلح من القاعدة وطالبان باكستان بحسب البيانات العسكرية الباكستانية. تحرص البيانات العسكرية على التذكير بأن جماعة الطالبان، التي يتزعمها محسود، ضالعة بأعمال الإرهاب التي تتسبب في مقتل مسلمين أبرياء بشكل يومي لكن الجماعة تنفي ضلوعها باستمرار في قتل او استهداف المدنيين. ثمة صراع يدور في هذا الاتجاه توازياً مع العمليات العسكرية وذلك بهدف اقناع الشارع كل من جانبه. تسعى الحكومة الباكستانية الى اتهام طالبان بأنهم من يقفون وراء التفجيرات التي استهدفت مناطق مدنية بغرض حشد الدعم الشعبي للجيش في حربه على معاقل المتشددين في وزيرستان. طالبان من جهتها تنفي ذلك بهدف اقناع الشارع الباكستاني - كما يبدو - بأن الجيش الباكستاني يخوض حرباً بالنيابة لصالح الولاياتالمتحدة الاميركية وبذلك يحاولون سحب الدعم الشعبي للجيش او تشويش الصورة على الاقل. قوات الأمن الباكستانية كانت مؤخراً بدأت عمليات تفتيش وتطهير شاملة في منطقة كانيجورام، إحدى المعاقل الرئيسة لحركة طالبان في الإقليم، والتي قال الجيش إنه سيطر عليها الاثنين الماضي. الحملة العسكرية الحالية التي يشنها الجيش، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل حوالي 300 شخص،ترافقت معها سلسلة من العمليات الانتحارية في باكستان، وسقط ضحيتها مئات القتلى والجرحى وهو الامر الذي يسعى كل جانب لا ستخدامه وتوظيفه ضد الآخر. الأسبوع الماضي وفي بيشاور كان سقط أكثر من 100 شخص عندما انفجرت سيارة مفخخة في سوق مزدحم بالمدينة. أعمال العنف في باكستان كانت أدت ايضاً الى ان تعلن الأممالمتحدة عن سحب موظفيها الدوليين من منطقة شمال غربي البلاد. الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون،قال بهذا الشأن إن المنظمة اتخذت مثل ذلك القرار بعد أن "أخذت بالحسبان الوضع الأمني المتردي في المنطقة. الحكومة الباكستانية عرضت مؤخراً تقديم مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار أمريكي لمن يقدِّم معلومات تقود إلى اعتقال حكيم الله محسود، زعيم حركة طالبان باكستان، بالإضافة إلى اثنين آخرين من زعماء الحركة، و15 من قادتها الميدانيين. البعض يرى أن العنف في باكستان صناعة باكستانية من حيث كون البلاد تفتقر إلى حكومة فعالة. مسؤول عسكري باكستاني بارز كان قد اتهم الهند بتقديم دعم للمتمردين.. معتبراً أن مسلحي إقليم جنوب وزيرستان يتلقون دعماً من دلهي. لكن وزير الخارجية الهندي، إس. إم. كريشنا، نفى تلك التهم الموجهة إلى بلاده. وقال كريشنا: "إن الوضع في باكستان هو من صنع الباكستانيين أنفسهم، فالبلاد تفتقر إلى حكومة فعالة." غير أن الجنرال أطهر عباس، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، قد صرَّح مؤخراً بأن لدى بلاده أدلة على تورط الهند بدعم المسلحين.