بعد سلسلة تفجيرات هزت مواقع ومصالح امنية في عدد من مدن البلاد سقط فيها العديد من المدنيين ورجال الشرطة،بدأ الجيش الباكستاني معركة استرداد الثقة من جنوب وزير ستان. حالياً يخوض الجيش الباكستاني معارك شديدة مع مسلحي طالبان في معاقلهم جنوب وزيرستان في بداية العملية العسكرية البرية التي وصفها الناطق العسكري الباكستاني بأنها "ستحقق اهدافها لكن ببطء". مقولة الناطق باسم الجيش الباكستاني تبدو موجهة للخارج فالاميركيون اعلنوا نيتهم اطلاق دعم مالي يبلغ 7.5مليار دولار خلال خمس سنوات قادمة لكنها مساعدات مشروطة بما لا يقبله الجيش الباكستاني كأن تخضع حسابات الجيش للحكومة. الرسالة يفهم منها قول في اتجاهين تلويح بقوة العدو بالتعبير العسكري مايعني مرور الوقت ليس في صالح المعركة الى جانب استفزاز الاميركيين كما يبدو في التخلي عن بعض الشروط الخلافية والاسراع في اطلاق المساعدات. المعارك احتدمت في المنطقة القبلية التي توصف بأنها أحد معاقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان باكستان،وشاركت في الحملة العسكرية طائرات حربية الى جانب 30 ألف جندي يشاركون في العملية مدعومين بالدبابات والمدفعية. في المواجهة بين الجانبين قال مسؤولون محليون ان الطرفين استخدما أسلحة ثقيلة بدء المعركة ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات وكانت أنباء اولية تحدثت عن مقتل أربعة جنود باكستانيين وجرح 12 في المعارك. الهجوم يحظى بدعم كامل للجيش من الحكومة والاحزاب الباكستانية وهو بحسب مصادر استخباراتية باكستانية تداولتها وكالات اعلامية يستهدف هذه المرة معاقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان في منطقة القبائل. الناطق باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال أطهر عباس قال إن العملية العسكرية ستقتصر على المنطقة التي كان يقيم فيها زعيم حركة طالبان باكستان الذي قتل مؤخراً بيت الله محسود. لكن احتمال ان تستهدف العملية ايضاً اغتيال الزعيم الجديد لطالبان باكستان حكيم الله محسود يظل قائماًكأحد ضرورات الحملة غير المعلنة حرصاً ربما على عدم التقليل من نتائج المعركة في حال لم يحدث ذلك. مقاتلو طالبان "يستخدمون اسلحة ثقيلة وبالتالي فإن القوات الباكستانية تواجه مقاومة عنيفة في اكثر مناطق البلاد شراسة تضاريسية ،كما انفجرت بعض الألغام تحت الأرتال العسكرية في شماليوجنوبي وزيرستان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وجرح خمسة. مسؤول في الادارة المحلية في المنطقة قال لوسائل الاعلام إن القوات تواجه مقاومة في محيط شارونجي، اولى المناطق على طريق تقدمها في منطقة قبائل محسود التي يتحدر منها القسم الاكبر من مقاتلي حركة طالبان. تعتبر حركة طالبان الباكستانية مسؤولة عن معظم الاعتداءات التي نفذ اغلبها انتحاريون واسفرت عن سقوط 2250 قتيلاً خلال اكثر من سنتين في مختلف انحاء البلاد. طالبان وبهدف إحداث انقسام في الرأي العام الباكستاني على مايبدو كثفت هجماتها خلال الايام العشرة الاخيرة ماقبل الحملة لردع العسكر عن شن هجوم بري،لكن القرار الحكومي للتحرك بهدف القضاء على طالبان كان حاسماً كما يبدو من حجم وتجهيزات الحملة. الحكومة أعلنت منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي عزمها شن هجوم بري كبير على اقليم وزيرستان الجنوبي الذي يعتبر معقل حركة طالبان الموالية لتنظيم القاعدة. وكان الجيش بدأ من حينها حشد قواته بالقرب من معاقل طالبان استعداداً للهجوم الحاسم كما يبدو كما كثف الجيش منذ الخميس الماضي قصف معاقل طالبان في شمال غرب باكستان مخلفاً 27 قتيلاً وفق مسؤولين امنيين بعد خمس اعتداءات اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 38 قتيلاً في البلاد. المعركة بهذه التركيبة ستكون مصيرية بالنسبة لجيش يود استعادة ثقة الشعب ولحركة لا تود بالتأكيد أن تنقرض ما يعني أن المعركة ستطول وربما تكتشف باكستان ككل مرة أن المطالب الاميركية تفوق حجم المساعدة..