يحتفل اليمنيون اليوم بذكرى الثلاثين من نوفمبر 1967م بألق ثوري متجدد يؤكدون من خلاله أن التحديات الداخلية والخارجية مازالت تواجه الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر؛ لأن مخلفات الإمامة والاستعمار مازالت تعيش بنفس عنصري تدميري خبيث، فمجنون مران يحاول إحياء نزعته العنصرية لاستعباد أحرار اليمن من جديد، ودعاة الاستعمار وأدواته مازالت تتوق إلى تنفيذ السياسة الاستعمارية «فرّق تسد» وتحاول أن تعيد اليمن إلى عهود الشتات والتمزق والتقزيم خدمة لأسيادهم الذين مازالوا على صلة بهم يصورون لهم سهولة العودة إلى الماضي البغيض. إن احتفال اليمنيين بيوم الجلاء تعبير قوي عن قوة الإرادة اليمنية التي ناضلت سنين طويلة دون كلل أو ملل حتى تحقق الهدف الأعظم وهو رحيل آخر جندي بريطاني في 30نوفمبر 1967م، بعد أن قدم اليمنيون قوافل من الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والاستقلال وصون كرامة الإنسان اليمني. ولذلك فإن الاحتفال بهذه المناسبة تذكير بأهمية الدروس التي قدمها اليمنيون في سبيل وطنهم اليمن الكبير، وهي لحظة وطنية بالغة الأهمية يقف فيها كل الخيرين من أبناء اليمن ليتدارسوا تاريخهم النضالي ويذكّروا بعضهم بعضاً بروح النضال والفداء ويغرسوا في أذهان وعقول أجيال الوحدة أهمية الحفاظ على استقلال الوطن، ومن أجل تقديم الدروس التاريخية التي تؤكد أن اليمنيين يعتزون بقدسية التراب الوطني وبهويتهم الوطنية، وأن الموت في سبيل الوطن من أقدس الواجبات. كما أن الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية تذكير للأصوات النشاز التي تسير في فلك الاستعمار بأن اليمن قدّم قوافل الشهداء في سبيل الوطن وصون الهوية الوطنية، وأن على هذه الأصوات النشاز أن تكف عن نعيقها؛ لأن الوطن أكبر من الجميع ويتسع للجميع ولا يلفظ إلا من خانه وخان الثوابت الوطنية، وأن على المغرر بهم أن يعودوا إلى رشدهم؛ فالوطن اليمني الكبير أبقى وأعظم من المال المدنس، وعلى كل من يحاول التدخل في الشأن اليمني أن يكف يده عن اليمن؛ لأن اليمنيين قد شبّوا عن الطوق، وسيقدمون كل غالٍ ونفيس في سبيل وطنهم وحماية وحدتهم؛ لأن الوحدة قدر ومصير لا رجعة عنه بإذن الله.