تعبنا ومللنا من متابعة الأغاني والرقصات الشعبية ومشاهدة الأناشيد اليمنية والأوبريتات المناسباتية نفسها في كل مرة وفي كل يوم عبر شاشة التلفزيون والفضائية اليمنية. ويجب أن تكون لدينا الشجاعة والجرأة لنقول ذلك حتى لا نُتهم بالتبلد والتطبع على الجمود الذهني والفكري. لابأس بالأغاني والأناشيد العاطفية أو الوطنية أو الدعائية والمناسباتية ،ولكن لابأس بالقليل منها، لا أن تصبح هي كل مانجيده ونفعله ،انتاجاً واستهلاكاً ، وإلا فإننا نتواطأ ضد انفسنا على قتل الوقت ومسخ الهمة وتدجين العقول.. والتخلي عن المسئولية في صناعة إعلام وطني صاحب رسالة وقضية يقاتل في سبيلهما بأسلحة معاصرة تحترم المرحلة وتخاطب التطور المتلاحق وتواكبه في التواصل مع المشاهد والجمهور الوطني والخارجي وإلا كيف ؟! العمل الإعلامي لايجب أن يتحول إلى وسيلة لقتل المساحات وتغطية الفراغات وتصدير الغثاء ، كيفما أمكن ولمجرد اسقاط الواجب هذا اليوم والذي يليه على حساب النوعية والمضمون والرسالة والخدمة الحقيقية التي تهدف إلى فائدة مشتركة للجمهور وللوسيلة الإعلامية وللدولة وأهداف المجتمع. في زمن المنافسة المحتدمة والخيارات الهائلة والمغرية والبدائل المتوافرة أمام الجمهور وبضغطة زر واحدة ، فإن الاتكال على النمطية المتوارثة والمواد الأرشيفية المستهلكة مراراً والهالكة في الزمان والمكان لايمكن إلا أن يكون هو الأسلوب الأفضل لصرف المشاهد ومنح الجمهور إذناً بالانصراف نحو متابعة بدائل أخرى ، طالما أننا غير قادرين أو غير راغبين بالأصح على تلبية شروط التنافس واشباع الحاجة لدى الجمهور وخدمة قضايانا وأهدافنا بطريقة أفضل وأمثل! يجب أن نتفق بأن الأغاني المسجلة والرقصات الأوبريتية لاتصنع ثقافة ، ولاتحقق اقناعاً ولاتلبي أقل القليل من حاجيات الجمهور وواجبات الإعلام المعني برسالة وهدف بحجم المرحلة ومايعتمل داخلها من تحول .. ويامن سمع الظاهرة الحاضر يعلم الغائب. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]