ما أشبه الأساليب التي يستخدمها قادة التخريب اليوم.بتلك الأساليب والطرق التي استخدمها قادة الانفصال خلال الأعوام 293949م من القرن المنصرم للوصول إلى مبتغاهم الأناني والبشع والقاتل لليمن بعد اكتشاف النفط والغاز في المحافظات الجنوبية. اليوم مثلاً..يظهر لنا قادة التخريب عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهم يحرضون الناس على بعضهم، ويزرعون الشقاق والفتنة، ويجردون الناس من الشيم والقيم اليمانية ويستبدلونهابالكراهية والضغن والهمجية...وفي نهاية كل خطاب إعلامي لهم يقولون:«نضالنا سلمي»...! لكنهم خلف الكواليس يوعزون إلى أتباعهم من اللصوص والمجرمين مهمات ميدانية من شأنها لفت أنظار العالم إلى قضيتهم المطعون في نزاهة أهدافها، والحقيرة في أساليبها. ففي حين كان «البيض» يخطب ويزبد ويرعد عن الوحدة ومناقبها عبر وسائل الإعلام، كان اتباعه في ذات الوقت يراسلون شركة «توماس دولار المحدودة» ممثلة ب«ديفد ولسن يونج» يطلبون منه طباعة العُملة الخاصة بجمهورية اليمن الديمقراطية..! وفي حين كان»البيض» ينفي رغبته في الانفصال، عندما سأله موفد الملك حسين عاهل الأردن الشريف «زيد بن شاكر» عن هذا الشأن، كان البيض في الوقت نفسه يوزع التشكيلات العسكرية ويشتري الأسلحة من أوروبا الشرقية بدلاً من أن تُستخدم الأموال للتنمية التي كان ينشدها إعلامياً..! وفي حين كان «البيض» يتحدث عن الفساد وحتمية إصلاح مسار الوحدة، وتحقيق مطالب الشعب اليمني عبر خطاباته التي خدعتنا جميعاً، والتي كان يوهم بها القادة العرب بتمسكه بالوحدة؛ كان في نفس الوقت يأمر أتباعه التواصل مع المهاجرين في خارج اليمن ليدعموا مشروع الانفصال مقابل اغرائهم بأراضٍ يوزعونها عليهم في المحافظات الجنوبية. كان «البيض» يتغنى بالوحدة إعلامياً ويعلن التزامه باتفاقيات دولة الوحدة، ولكنه في الواقع يتعامل سياسيا على أنه رئيس دولة جنوباليمن، حيث كان يرسل أتباعه إلى دول العالم على أساس أنه رئيس دولة وليس نائباً..! وقد علق الأستاذ «محمد سالم باسندوة» وزير الخارجية اليمني حينها على هذه الأفعال قائلاً:«التحركات التي يقوم بها البيض ومبعوثوه تجاه دول الخليج لم يتم الاتفاق عليها، وتتم بصورة انفرادية مما ينم عن وجود توجه جاد نحو الانفصال..وأن هذه التحركات ماهي إلا استكمال لسياسة الانفصال غير المعلن التي جرت ممارستها منذ شهر أغسطس 3991م» خلاصة ما جاء آنفاً..هو ماقاله الكاتب «محمد زين» في كتابه «انفصال يُشعل حرباً» ص75عندما قال:«وسع علي سالم البيض من منهجية العمل من أجل ترسيخ واقع الانفصال مع أنه كان حريصاً جداً على أن «يعلن» التزامه بالوحدة». كان «البيض» يستخدم هذه اللغة المزدوجة ويوزع المهام بهدف إيهام العالم العربي الذي فرح وابتهج بالوحدة اليمنية بأنه وحدوي، خوفاً من أن يسجل التاريخ اسمه بشكل قبيح إذا ما وصف بصانعه الانفصال بعدما شارك في صنع الوحدة،وليجعل من الانفصال أمراً اضطرارياً وليس هدفاً سعى إليه بعدما اكتشفت الثروات النفطية والغازية إبان الوحدة مباشرة..! وهذا ما يحدث اليوم تماماً..يتقاسمون المهام، فينادي قادة التخريب السياسيون بالنضال السلمي عبر وسائل الإعلام لإيهام العالم بسلمية عملهم في حين أن بعض أتباعهم يستخدمون في الأرض أبشع وأجرم الوسائل للوصول إلى هدفهم الخبيث. وحول هذا الصدد..قادة التخريب اليوم يتبرؤون من الأعمال التي تقوم بها بعض خلاياهم الإجرامية تجاه المواطنين المدنيين أبناء المحافظات الشمالية.. كما أنهم يتساءلون لماذا لا يقبض الأمن على هؤلاء المجرمين؟ بالرغم أنهم يعلمون جل العلم بأن هؤلاء اللصوص والقتلة يهربون إلى أحضان كيانات قبلية موالية لهم لتحميهم على أساس أنهم مُناضلين بعد قتلهم لمدنيين أمام أطفالهم ونهب ممتلكاتهم..!وهذا الأمر يجعل من الحكومة في وقتنا الحالي تتأنى في التعامل مع هؤلاء وتحرص عند مواجهتهم على تفادي الخسائر بالأرواح لاسيما وهي تعرف الحكومة أن المخربين يستثمرون دماء البسطاء والمجرمين في الترويج لأنفسهم واستعطاف المتابعين لنشاطهم فالأمن عندما يحتك بالفوضويين من أتباع التخريب تكون النتيجة التباكي والولولة عبر وسائل الإعلام والباقي الجميع يعرفه.