برامج المسابقات الشعرية تخصصت بها وتفرغت لها قنوات فضائية عربية خليجية بدرجة رئيسية ومع ملاحظة الشعر في التفاصيل الكثيرة، فإن السباق الأدبي تحول إلى سباق مالي، والإثارة تُراعي عوامل أخرى قد يكون الشعر إحداها وقد لا يكون! .. الأرقام المذكورة للجوائز تكون مغرية أكثر من أي شيء آخر، ودعك من إغراء الشعر والسباحة في بحوره الجافة وعوالمه التي تخلو من الأرصدة والبنوك وبطائق السحب الآلي! .. تنفق برامج المسابقات مبالغ كبيرة بسخاء، ولكن يذهب جُلّ الغنيمة لعدد محدود جداً من المتسابقين والبقية يحظون باستقبال ووداع لائقين، وإقامة مرفّهة، والظهور المجاني في الفضائيات، وأخيراً يحصلون على صدمة توقف وتسريح علني أمام ملايين المشاهدين والمتابعين. .. لأن قوانين المسابقة قائمة على الغربلة والفرز باستمرار.. وهذه تكاد تصيب المتسابق بتشنج دائم، فلم يعد معنياً بالشعر أكثر من كونه معنياً بنتائج التصويت واقتراع الحكام وترقب الختام الثقيل على المتسابقين في آخر كل حلقة أو جولة، يعلمون أنها تبث على الهواء! .. المال مهم، دائماً.. والشعر مهم لدى البعض وغير مهم لدى الأكثرية، وهؤلاء من أشد المعجبين والمتابعين لتلك البرامج والمسابقات؛ لأن ما يشدهم نحوها شيء أهم من القوافي والصور البلاغية وانسياب الشاعرية.. إنه المال، ولو كان الأمر بعيداً جداً عن متناول المشاهد فإن سطوة المال تبقى فاعلة ومؤثرة على القريب والبعيد! .. من يفوز يذهب بالمال الجائزة ثم يُنسى ولا يذكره محبو الشعر؛ لأن الجميع غير متفرغ لهذه المهمة وهم مشغولون جداً بمتابعة حلقات جديدة ومتسابقين آخرين.. وهكذا، تعيش السكرة وتموت الفكرة! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]