أول رسالة بعثتها حكومة جزر المالديف في المحيط الهندي في بداية الشهر الحالي عقب اجتماعها تحت الماء إلى الدول الغنية المتسببة في التغير المناخي للاسراع بإنقاذها باعتبارها ومعها جزر القمر مهددتين قبل غيرهما بالغرق التام بعد فترة وجيزة وكانت بعض التقارير قد أشارت إلى اقتحام مياه المحيط لمساحات سواحلية متصلة ببعض المدن في الجزر المذكورة وبمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي حول المناخ الذي انتهى أمس في العاصمة الدنماركية كوبن هاجن خاض المحتجون من جميع أنحاء العالم كانوا قد توافدوا قبل افتتاح المؤتمر الذي استمر أكثر من أسبوع خاضوا معارك شوارع مع الشرطة الدنمركية أغلبها كان عنيفاً ضد المحتجين لإبعادهم عن مكان انعقاده، وجرى حبس الكثيرين منهم من الرجال والنساء ومازال بعضهم رهن التحقيقات بتهمة الاخلال بالأمن والسعي لإفشال الجلسات، فرد عليهم المتظاهرون: بأن المؤتمر فاشل وليس سوى ذر للرماد في العيون. وقد شاهدنا المناقشات الحادة بين مندوبي الدول النامية الأكثر عرضة للتلوث البيئي والمجاعة وفقدان المدن والقرى والأراضي الزراعية نتيجة هيجان وارتفاع منسوب البحار والفيضانات المطرية والعواصف والانزلاقات الترابية والجفاف كما رأينا على شاشات بعض القنوات الفضائية من مناطق متفرقة كانت أشبه بالغابات والغطاء النباتي وأصبحت صحارى قاحلة وخالية من الحياة باستثناء الهياكل العظمية للبشر والحيوانات الجائعة والمريضة. وكانت الهند ونيجيريا من بين الدول التي رفعت صوتيهما مناشدتين الدول التي الأكثر تلويثاً للهواء وتسميماً للأرض والانسان بما تنفثه مصانعها من غاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان بملايين الاطنان سنوياً إلى السماء القريبة من الأرض، ولم تقف معظم الدول صامتة أو متفرجة وهي ترى بأم العين وتسمع بالاذنين مايدور من كلام بين المتعالين على الفقراء من شأنه التلاعب بالقضية ومنع الاتفاق الملزم لها بتخفيض نسبة الغازات بكل أنواعها وفي نفس الوقت دفع تعويضات ومساعدات كبيرة للدول الفقيرة والنامية كي تتغلب على صعوبة تمويل المشاريع المستعجلة لإنقاذ مايمكن إنقاذه من البشر والأرض والاشجار والثروات الحيوانية. ولكن كل ماكان يأمله المتظاهرون المحتجون الذين يمثلون سكان الكرة الأرضية قد خيبه الكبار وان وعدوا فإن وعودهم ماهي إلا سراب كما علّمتنا السنوات الماضية منذ عام 79 الذي شهد انعقاد أول مؤتمر من هذا النوع في مدينة كيوتو اليابانية.