شعارات كثيرة تلك التي حملتها الحملة التوعوية من قبل العلاقات العامة لوزارة الداخلية والمتعلقة بالسلامة المرورية.. «حزام الأمان ..أمان واطمئنان»، «استخدام الهاتف أثناء القيادة يعرّض حياتك للخطر».مثل هذه الشعارات التوعوية ربما تأخرت عن وقتها ولكنها في المقابل تظل مهمة علّنا نخفف من تلك الأرقام المهولة للحوادث المرورية التي قد لايكون بالضرورة سببها السائق. فالواقع المأساوي وراء تنامي الأعداد يقف أو تقف وراءه مفردات كثيرة منها: التهور ، صيانة المركبة، الطرقات، اللوحات الارشادية، قطع الغيار المقلدة. فالسائق يتوجب عليه الالتزام بمثل هكذا تعليمات كحزام الأمان وصيانة المركبة، ولكن الجهات الأخرى ربما تمثل الأرضية التي انطلق منها عمود الفجيعة في مصفوفة الموت. أهم تلك الأسباب غياب معايير الجودة أثناء تنفيذ مشاريع الرص والسفلتة، الأمر الذي ينجم عن ذلك تشققها وتناسل الحفر وما قرب إليها مما يعني العديد من الحوادث والتي إن سَلِم منها السائق فلن تسلم منها المركبة وفي حالة تعرض الأخيرة للكثير منها فمعنى ذلك أن معايير السلامة فيها تقترب من السالب، وهذا يعني احتمالية «فك ذراع التوازن مثلاً بنقيل كسمارة». ربما نتيجة ذلك الذهاب إلى الموت بطريقة عباس بن فرناس مع فارق الغاية...!! لعل الطريق وغياب اللوحات الارشادية ليست الوحيدة لانضمام سبب لايقل خطورة عنها وهو قطع غيار السيارات، حيث تستقبل بلادنا قطع غيار تجعل بني آدم بحاجة إلى قطع غيار لذاته.. لذلك نلاحظ مَنْ فقد ذراعه وذاك رجله وغيره معاق...الخ فالواجب أن تكون المسألة تكاملية بحيث يعرف كل من الجميع واجبه، فأن نطالب السائق بوضع حزام الأمان بينما، نضع له اتجاهاً إجبارياً إلى الموت فالأمر أكثر خطورة. أستطيع القول إن المحافظة على الإنسان محافظة على الحياة باعتباره العنصر الأهم في التنمية، لذلك لسنا بحاجة إلى التذكير بقول عمر بن الخطاب «والله لو تعثّرت بغلة في العراق لسئلت عنها» فمجرد التقصير بقضية كهذه قد يجعلنا مساهمين في قضايا قتل لوجود عنصر المسئولية التقصيرية، لذا نأمل من كل جهة معرفة ما يتوجب عليها حتى لانحاسب يوم القيامة بأمور كنا نعدها من الصغائر، فالأسباب التي قد تودي بحياة إنسان أخطر من أن تُهدم الكعبة حجراً حجراً فاتقوا الله في نفخته التي أودعها آدم وحافظوا على ذريته.