قبل أن تكون واجباً وطنياً فهي واجب إنساني وأخلاقي، فالمؤن والأرقام المالية مهما اتسعت مساحتها الأفقية فلن ترتقي إلى مأساة النازحين، وذاك الواجب في استمرارية دعمهم.فما عانوه ويعانوه لاينحسر على حاجتهم لتلك المساعدات، بل إلى تأهيلهم نفسياً وصحياً، فأن يمتلئ ألبوم ذاكرة الانسان بصور الحرب فتلك مأساة لايدركها سوى ملتقطي تلك المناظر ليس بعدسات الكاميرا بل بأعين الخوف وإصبع الفزع. اللافت في الأمر أن أحد الشعراء الشباب بعد ذهابه إلى مخيمات النازحين أخبرني بأن ما فاجأه أثناء تواجده، هو أن الطلاب الذين يتلقون تعليمهم الابتدائي في المخيمات تتجاوز أعمارهم تلك المرحلة. مثلاً الصف الأول الابتدائي يضم كثيراً ممن تعدّت أعمارهم العشر سنوات مما يعني غياب المؤسسات التعليمية عن تلك المناطق قبل الحرب.. وهذا مؤشر خطير يحمل دلالات بعيدة الخطورة. فانعدام التعليم في مكان ما، قد يجعل النشء والشباب آلة جريمة في بيئة خصبة لها.. مرة أخرى على وزارة التربية والتعليم وبعض الجهات أن تدرك مغزى الخطورة، فانعدام التعليم في منطقة ما قد يجعل هذه المنطقة بيئة مواتية لاستغلال فئة الشباب وإتراعهم بفكرٍ ما، قد يحمّل الدولة ويلات ذلك التغيب.. وماحدث في صعدة ربما النموذج الأمثل..!! يمكننا القول :إن فئة الشباب التي تعاني من بطالة فكرية وثقافية تمثل وعاءً جاهزاً لمداد أي ثقافة أو فكر، ولو كانت مادة ذلك المداد بعيدة عن المعاني الدينية والوطنية فغياب الوعي يمثل غياباً لمعايير التمييز بين الخير والشر. لذلك نحن بحاجةٍ جادة إلى تكثيف الجهود للاهتمام بهذه الفئة ومساعدتها . لكل قلبي الوطن.