يتوعدون امريكا ويرفعون شعارات العداء والكراهية لها، وتحت هذه الشعارات وخلفها يقتلون الأبرياء من المسلمين أولاً قبل غيرهم من الأبرياء دون اكتراث بالنفس البشرية التي حرم الله قتلها بغير حق.. حكاية مضحكة لان شر البلية مايضحك، ومبكية حين نرى نتائجها وآثارها في المجتمعات العربية والإسلامية ونرى أن امريكا لم يطلها سوى الوعيد.. وإن طالها شيء وصح أن هؤلاء هم من فعل ذلك فماحدث للمسلمين قبل ذلك وبعده أكثر من كل الحسابات التي يمكنها أن تحصي ذلك وأكبر منها.. دفع المسلمون من الضحايا ماالله به أعلم، ومن الأموال والخسائر لمواجهة الإرهاب ومانتج وينتج عن أعماله مايكفي لحل الكثير من المشكلات التي تواجه المسلمين في سائر الأرجاء والأقطار.. طيلة الاعوام الماضية منذ كشف الارهاب عن نفسه وأعلن أصحابه جهادهم ضد الأبرياء والمسالمين دفع المسلمون طوعاً وكرهاً مالاينبغي دفعه لولا تلك الأعمال التي تزرع الموت على قارعة الطريق وفي الأسواق والأحياء السكنية والأماكن العامة والخاصة وتستهدف الناس فرادى وجماعات دون تفريق بين بريء وشقي ولا مكان ولا وجود للاشقياء في صفوف المسلمين واسواقهم ومساكنهم ومساجدهم التي لم تعد آمنة في قاموس الارهاب. يتوعدون امريكا التي لم نعد نعلم من هي امريكا الحاضرة في خطب وخطابات وشعارات أولئك الناس ولانعلم ولن نعلم ماعلاقة الأبرياء من المسلمين وغيرهم بامريكا تلك التي يتوعدونها ثم يقتلون الناس في أوطانهم من غير ذنب؟ من هي أمريكا ومن هي اسرائىل التي يجاهدونها باستهداف المسلمين قبل غيرهم والأبرياء هنا أو هناك ؟ ماهذا الجنون الأهوج المتستر خلف الجهاد وخلف الشعارات ولايضع قيمة للدماء وللنفس البشرية التي حرم الله قتلها بغير حق في كل الكتب السماوية ؟ ماعلاقة المنشآت النفطية العربية الاسلامية وبقية المصالح والمؤسسات صغيرها وكبيرها بمعاداة امريكا واسرائىل حتى بدأ فتح واشنطن وتل أبيب من تدميرها وقتل الأبرياء فيها وفي كل مكان ؟ ثقافة من هذا النوع تقتل المسلمين وتدمرهم لصالح اعدائهم الذين يتوعدهم الارهاب بالدمار والموت. ثقافة القتل العبثي والعنف الذي لاهدف له سوى العنف والفوضى لايمكن أن تنصر مشروعاً أو تساعد على نجاحه.. هذه الثقافة التي لايكترث أصحابها بأمتهم وشعوبهم ولابدمائهم وأموالهم لايمكنها أن تسود ولو أحرقت العالم فلماذا يصر أصحابها مع علمهم بهذه الحقيقة على التمسك بها وممارستها؟ هذه الثقافة شوهت مفاهيم الاسلام عند غير المسلمين وجرى توظيف أعمال الارهاب في الاساءة للاسلام باعتباره دين القتل والتدمير والفوضى، وجاء رد غير المسلمين على المسلمين هل هذا هو الاسلام الذي تدعوننا إليه ؟ هكذا أصبحت الصورة فمن أين للمسلمين أن يقنعوا كل من تشوهت عنده الفكرة في العالم.. إذا كانت الفكرة قد تشوهت عند المسلمين أنفسهم بحكم الجهل أحياناً كثيرة ولم يعد أكثرهم يدرك شيئاً لان هذه الثقافة التي ظاهرها الاسلام تقتل المسلمين أولاً وتهدد مصالحهم أولاً فكيف يمكن ان نفهم مايحدث ؟ وماهو الحل الأمثل لمواجهة هذا العبث ؟ هل يترك الأمر هكذا دون أن يقاوم، بالطبع لا، ولذلك تحول الصراع نحو الداخل واتضحت حقيقة الشعارات المرفوعة ضد امريكا واسرائىل جيداً.