تعانقت عقارب الساعة عند منتصف ليلة الخميس المنصرم فوق الرقم «21» لتعلن للعالم في أرجاء المعمورة نهاية العام الميلادي 2009م وحلول العام الجديد 2010م الذي لا أحد يعلم ماذا يحمل معه من خير وشر للبشرية جمعاء. ودّعنا العام 2009م بكل ما حمله من مآسٍ وآلام واستقبلنا العام الجديد بكل الآمال يحدونا التفاؤل بأنه سيكون عام خير وسلام وأمن واستقرار على وطننا اليمني والبلدان العربية والإسلامية ودول العالم كافة. هناك أمنيات كثيرة يتمنى كل الناس أن تتحقق لهم في العام الجديد على الصعيد الشخصي أو العام، وأعتقد أننا في اليمن، وإذا لم يكن جميعنا فالأغلبية الساحقة، نتمنى أن يتم وقف نزيف الدم الذي يسفك في مناطق عدة من محافظة صعدة وحرف سفيان بالقضاء على التمرد ليستتب الأمن والاستقرار في تلك المناطق ويعود المواطنون المشردون إلى قراهم وديارهم.. نتمنى أن تتوقف أصوات الانفجارات ودوي المدافع والدبابات وأن يحل محلها آلات شق الطرقات وحفر الآبار وحراثة الأرض وبناء المدارس والمستوصفات. نتمنى أن يتخلى الجميع عن حمل السلاح وبدلاً عنه يحملون معاول البناء.. ويتجه الجميع صوب التنمية والبناء والإعمار وزراعة أرض سبأ لتعود كما كانت «جنتان عن يمينٍ وشمال» نتمنى أن يتخلى أولئك الذين ألِفُوا العيش على رؤية الدماء تُسفك والأرواح البريئة تزهق وألفوا حبك المؤامرات والدسائس ضد الوطن ومصالحه وبث الأحقاد والضغائن والعيش على التناقضات والمتاجرة بأرواح الأبرياء من أبناء الشعب اليمني، نتمنى أن يتخلوا عما ألفوه من السير في طريق الشيطان الذي يقودهم إلى الكارثة. نتمنى أن يراجع أولئك الذين يسيئون للوطن ويرتكبون الممارسات الخاطئة أن يراجعوا حساباتهم ويكفوا عن ممارساتهم ويعودوا إلى جادة الصواب ووضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الحزبية والشخصية. نتمنى أن ينخرط الجميع في الحوار الوطني ويتم وضع كافة القضايا والمواضيع على طاولة الحوار للخروج برؤية وطنية لمعالجة كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن فإذا كان الجميع يتحدث عن ضرورة إجراء حوار وطني شامل يشارك فيه كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية فقد تضمنت دعوة رئيس الجمهورية للحوار مشاركة الجميع وأوكلت مهمة رعاية الحوار لمجلس الشورى الذي يضم كوكبة من حكماء اليمن الذين يعدون مرجعيات سياسية وإدارية ويمثلون كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمستقلين والشخصيات الاجتماعية. ليس من مصلحة الوطن استمرار القطيعة وافتعال الأزمات .. فإذا لم يكن الحوار بين المختلفين بهدف التوصل إلى اتفاق مرضٍ حول مجمل القضايا والمواضيع المختلف بشأنها .. فانه يجب ان لاتضع كل القضايا التي ترى أنها تصب في مصلحة الوطن والمواطن ، وذلك على طاولة الحوار الوطني.. بعيداً عن لغة التأزيم وتعكير الأجواء؟ لعلها بشارة خير أن يتزامن موعد إجراء الحوار الوطني مع مطلع العام الجديد 2010م الذي نرجو من الله أن يتحقق فيه الوئام ويسود فيه الأمن والاستقرار ليس في وطننا اليمني وحسب بل وفي كل المعمورة.