نددت إسرائيل بوزير خارجية النرويج لكتابته مقدمة كتاب الّفه نرويجي آخر حول حرب إسرائيل على غزة في بداية عام 2009م واصفاً إياها بالجريمة التي يعاقب عليها القانون بموجب ميثاق الأممالمتحدة وتندرج في البند السابع الذي يجيز فرص عقوبات على من يخالفه أو ينتهكه بما فيها القوة العسكرية. ومن اللافت أنه كلما احتجت إسرائيل على آراء بعض المثقفين والسياسيين والفنانين في أوروبا وأمريكا الذين يفضحون ممارسات إسرائيل وتحديها المستمر للقرارات الدولية والشرعية الأممية لاقت تحركاتها دعماً من الحكومات التي ينتمي إليها أولئك الناقدون بما في ذلك المحاكم الشرعية كتلك المحكمة البريطانية التي أصدرت مذكرة اعتقال قبل ثلاثة أسابيع بحق وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني لدورها في ارتكاب جرائم حرب غزة. إسرائيل رغم أنها استفادت كثيراً من دور النرويج في إبرام اتفاقية «اوسلو» عام 4991م التي بموجبها سمحت للراحل ياسر عرفات بالعودة من مقره في تونس ورفاقه زعماء الفصائل وعلى أساس أنه أول رئيس لسلطة فلسطينية لا يتعدى نفوذه رام الله وأملت عليه شروطا ميدانية منذ أن دخل تلك المقاطعة وسط احتفالات حاشدة من الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة من أول لحظة ناسفة بذلك ما يتعلق بصلاحيات القوى الأمنية في حفظ الأمن الذي يخدم إسرائيل. وكم هي الحالات التي تعرض فيها المثقفون والنخب الأوروبية وغيرها للتهديد والضرب ومصادرة مؤلفاتهم التي تكشف باستمرار ما خفي على العالم من جرائم اليهود الصهاينة ضد الفلسطينيين وأدوارهم التخريبية في تلك البلدان، ومن الإنصاف ذكر بعض اليهود المتبرئين من أعمال حكومات إسرائيل المتعاقبة ووقوفهم مع الفلسطينيين والمنظمات والفعاليات الدولية في كل مناسبة. فكم هي المرات التي يشارك فيها ناشطون يهود إلى جانب أمثالهم الأوروبيين والأمريكيين المناهضين للسياسة العنصرية الإسرائيلية واعتداءاتها التي تهدف إلى تهويد الديار الفلسطينية وعلى رأسها القدس الشرقية ومحاولات هدم المسجد الأقصى المبارك والجدار العازل الذي يقال إنه صادر ما يزيد عن ثلث مساحة الضفة الغربية وما هو أكثر من ذلك للمستوطنات غير القانونية.. وبكون النرويجيين شعباً وحكومة دائماً ما يعترضون على سياسة إسرائيل إلا أنهم يحاولون إقناع الزعماء الإسرائيليين السياسيين والدينيين بالكف عن استخفافهم بالعالم وبالأممالمتحدة الذين يحذرون من مغبة الأعمال التي تمارسها سلطات إسرائيل من خلال الجيش والأمن والمستوطنين المتطرفين حتى أصبحت إسرائيل معزولة إلى حد لم يسبق له مثيل وعنواناً للبلطجة الرسمية إلى أن يضيق عليها الخناق فتندم حين لا ينفع الندم.