إذا كان «تنظيم القاعدة» قد اختار أن تكون اليمن ملاذاً آمناً لبعض عناصره من العصابات الدموية والإرهابية فليس من شك بأن هذا التنظيم العقيم قد أخطأ خطأً فادحاً وجسيماً في حساباته ومخططاته وأهدافه.. كونه بذلك قد تجاهل أو تغافل الحقيقة التاريخية لليمن، باعتبارها مقبرة للغزاة على مر الدهور والأزمان. وليس من شك أن ذلك التنظيم غير مستوعب لخطورة ما قد يترتب على ارتكابه لهذا النوع من الحماقات من أخطار غير محمودة النتائج وتعريض عناصره من الشباب المغرر بهم لخطر الموت والقتل الذي لا مفر منه على أيدي أبناء القوات المسلحة والأمن المرابطين في السهول والوديان وقمم الجبال العالية الذين يحملون أكفانهم على أكفهم ويتسارعون لنيل الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن والوحدة والكرامة والسيادة اليمنية. وحقيقة الأمر أن «القاعدة» وإن كانت لها أقنعة كثيرة ومختلفة تمكنها من التخفي والاختباء في الجحور والكهوف للتدريب والإعداد والتخطيط لتنفيذ بعض الهجمات والعمليات الانتحارية ضد أي من المرافق والمصالح العامة أو المدارس والسفارات والمنشآت الخدمية فإن تكاتف ابناء الشعب اليمني وحنكة ودهاء وقوة ابناء الجيش والأمن البواسل لقادرة على افشال أية مخططات ارهابية ووأدها قبل أن ترى النور للانطلاق إلى أهدافها المرسومة. لأن كل مواطن هو العين الساهرة لحماية وحراسة مكاسب الثورة والوحدة وعلى استعداد تام للدفاع عنها بنفسه وماله وولده ولن يسمح لأي عابث أو مجرم أو عميل أن يحقق أي نوع من اطماعه ونزواته التخريبية وسيتولى المواطنون أنفسهم التصدي لعناصر القاعدة ودحرها في أوكارها أينما وجدت لما يتحلى به المواطن اليمني من إيمان راسخ بعقيدته وحبه لوطنه ووحدته وسلامته وأمنه واستقراره. لهذا فإن «القاعدة» وتنظيمها الشيطاني الإرهابي وإن تواجدت في أي مكان على الساحة اليمنية فلن يترتب على وجودها أي تراجع للقوات المسلحة والأمن أو ثنيها عن معاركها البطولية ضد التمرد في صعدة أو التخريب لبعض العملاء في عدد من المديريات، فقد استطاعت القوات المسلحة أن تلقن القاعدة وعملاءها المتمردين والمخربين درساً قاسياً من خلال الضربة الجوية الاستباقية لعناصر القاعدة في كل من أرحب ، وأبين ،وشبوة ،والقضاء على كثير من عناصرها القيادية وعدد غير قليل من اتباعهم وأنصارهم في تلك المناطق، في الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة عملياتها العسكرية لملاحقة وإبادة عصابات التمرد في صعدة وحرف سفيان وفلولها الهاربة وتكبيدهم الكثير من الخسائر في المعدات والأرواح. فكان ذلك الدرس بالنسبة للقاعدة خير دليل على المجازفة الجنونية والحماقات العمياء التي ارتكبتها باتخاذ قرار تكثيف وجودها في اليمن، ولعلها قد شعرت بالندم الكبير لاقحام نفسها في مستنقع خطير لايمكن لها الخروج منه بسهولة كما كانت تعتقد أو كما رُسم لها من قبل عصابات التمرد وقوى التخريب التي أوهمت القاعدة بأن تواجدها في اليمن سيكون عاملاً مساعداً لها للانتصار على ارادة الشعب وسيادة الوطن فكان مصيرهم معاً الهزيمة والاندحار بفضل الله ووعي ويقظة ابناء القوات المسلحة والأمن وتكاتف ابناء الشعب من المواطنين والمناضلين الشرفاء لتبقى اليمن حرة أبية موحدة تحت قيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية باني وحدة اليمن ونهضته الاقتصادية والعمرانية والحضارية الذي باركت جهوده وخطواته كافة شرائح الشعب والمجتمع اليمني في الداخل والخارج وكافة الأمم والشعوب والقيادات العربية والإسلامية والدولية التي أكدت مواقفها الداعمة لوحدة اليمن وأمنه واستقراره، باعتبار الوحدة هدف كل المسلمين ومكسباً مشتركاً لكافة الدول والشعوب العربية والتعبير عن ذلك من خلال المبادرات السريعة لتقديم المساعدات والمعونات الطارئة للنازحين جراء اعتداء عصابات التمرد ونيران الفتنة التي اشعلتها في صعدة وحرف سفيان.. وكذا من خلال التصريحات الرسمية لمعظم قادة دول العالم وتأكيدها على دعم ونصرة ومساندة الحكومة اليمنية في حربها ضد عناصر التطرف والإرهاب في صعدة والموالية لها من عناصر القاعدة التي أصبحت أوكارها هدفاً لنسور الجو وضرباتها الصاروخية التي لاتخطئ اهدافها ليلاً ونهاراً بعون الله ورضوانه القائل في محكم كتابه المبين «ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى». وستتواصل تلك الضربات حتى يتم القضاء على أعداء الله والوطن عاجلاً أو آجلاً.. وماذلك على الله بعزيز.