ليس كتاباً مثل كتاب. والقرآن كتاب ولكنه غير التاريخ. وهناك من يكتب الكثير، ولكنه زبد يذهب جفاء. وهناك من كتب فخط آثاراً في القدر الإنساني. ورجل مثل دارون كتب اثنين في النوع الإنساني وأصل الأنواع هزّ الفكر الإنساني وما زال، وفيلسوف مثل سبينوزا لم يكتب سوى أربعة، قال عنه المؤرخ ديورانت إنها كانت في أثرها أكثر من كل حملات نابليون في أوروبا بدون دماء. ويمكن من خلال مطالعة سريعة في التاريخ الإنساني، أن نعتبر أن أهم الكتب التي تركت بصماتها على الضمير الإنساني غير القرآن ثلاثة عشر كتابا هي التالية ولعلها موعظة للاقتناء والاطلاع: 1 الكتب الخمسة لكونفوشيوس الصيني، في الحكمة والفلسفة.. 2 الجمهورية لأفلاطون الإغريقي في علم الاجتماع السياسي. 3 وأصول الهندسة لإقليدس المصري في الرياضيات. 4 والقانون لابن سينا الفارسي في الطب. 5 والمقدمة لابن خلدون التونسي في علم الاجتماع. 6 والأمير لمكيافيللي الإيطالي في السياسة. 7 التأملات أو المقال على المنهج لرينيه ديكارت الفرنسي في الفلسفة والتأسيس العقلي المنهجي. 8 المبادئ أو المبادئ الرياضية لفلسفة الطبيعة لإسحاق نيوتن البريطاني في الرياضيات والطبيعة. 9 وروح القوانين لمونتسكيو الفرنسي في التشريع والقانون. 10 وثروة الأمم لآدم سميث البريطاني في الاقتصاد. 11 وأصل الأنواع لتشارلز دارون البريطاني في الانثروبولوجيا والبيولوجيا. 12 ورأس المال لكارل ماركس الألماني في الاقتصاد الاجتماعي. 13 والنظرية النسبية لآينشتاين الألماني في الفيزياء وفيزياء الكون. وهذه الكتب جديرة بالقراءة والاطلاع من مصادرها، بدون التوقف عند من كتب عنها، فهذه نصيحة أولى. ويجب أن تقرأ أكثر من مرة، على قاعدة أن الكتاب الجيد يقرأ عدة مرات بفترات متباعدة، فهو خير من قراءة العديد من الكتب الرخيصة، فهذه قاعدة ثانية. وأما الثالثة فهي الاجتماع على قراءة هذه الكتب، ومناقشتها من أجل تجاوزها، واكتشاف محدوديتها، وليس عبادتها وعدم القدرة على نقدها. والنسبية بدأت بالتشقق حالياً، وهناك العالم الفيزيائي الألماني نيمتس استطاع أن يثبت أن هناك ما هو أسرع من الضوء بخمس مرات، وهذا يعني هدم عمود خيمة آينشتاين؛ فنظريته تقول بنسبية كل شيء، وأنه إذا كانت ثم حقيقة واحدة ثابتة فهي ثبات سرعة الضوء!!. و(ايمانويل كانط) الفيلسوف الألماني عندما كتب كتابه في نقد العقل المحض، قام بعده بوضع نقد له بعنوان نقد العقل العملي. وهندسة إقليدس استطاع كل من الروسي لوباتشيفسكي ورايمان الألماني تحطيمها؛ فافترض الأول أنه من نقطة خارج المستقيم، يمكن إنشاء خطوط لا نهاية لها، وأن زوايا المثلث أقل من 180 درجة. أما رايمان فقال بأنه خارج المستقيم، لا يمكن رسم أي خط موازٍ آخر، وأن كل الخطوط المستقيمة في النهاية تتقاطع، وأن زوايا المثلث هي أكثر من 180 درجة. ويمكن تصور ذلك إذا قعرنا المثلث أو فلطحناه. وأما كارل ماركس فقد قامت دولته ثم دالت موعظة للمتقين. وأما ديكارت فقد قام بتحليل حركة العقل وقال إنه أفضل الأشياء توزيعاً بين البشر. وتعتبر مقدمة ابن خلدون فتحاً في الفكر الإنساني؛ فهي من قالت بوجود قوانين في تشكل المجتمع وتطوره. وأما نيوتن فقد اكتشف الجاذبية وقوانين الميكانيكا الثلاث ولكن النسبية أنهت خرافة الزمن المطلق والزمن المطلق فالزمن ليس واحداً في كل مكان بل هو مفكك الأوصال... وسبق القرآن لهذه الحقيقة فاعتبر أن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون.