قامت الهيئة العامة للكتاب في مصر بتقليد جيد حينما طبعت الكتاب الشعبي واختارت عناوين جيدة لكتب مثيرة فأعادت طباعتها تحت الألف وأنجزت الألف الأولى وتحولت إلى الألف الثاني. ولا يعني أن كل كتاب هو جوهرة أو انه مهم لكل واحد أو أن كل واحد يجب أن يقتنيه والمسألة هي ذوق كما يقال ولا مشاحة في الأذواق. ولكن مما وقع تحت يدي بعض كتب هذه السلسلة جيدة ومفيدة للقارئ وينصح بها وإن كانت كمية القراء الجادين في تضاؤل أمام صناعة التلفزيون التي أدمن الناس عليها بالإضافة إلى الإنترنت. ومن هذه السلسلة وقع تحت يدي كتاب عن أشهر سبع معارك غيرت وجه التاريخ واعتبر منها معركة أربيلا التي خاضها الاسكندر الكبير ضد داريوس عام 333 قبل الميلاد أو معركة اليرموك التي أنهت وجود بيزنطة إلى الأبد في الشرق الأوسط وبدأت الحقبة الإسلامية التي نعيشها حتى اليوم والله وارث الأرض ومن عليها وكل يوم هو في شأن. ومنها معركة أنقرة الغامضة التي قضى فيها تيمورلنك على القوة الإسلامية التركية بقيادة بيازيد الثاني التي كانت تتهيأ بنصف مليون جندي تركي لاجتياح أوروبا فقضى تيمورلنك بعمى عجيب وهو القائد التركي والمسلم على قوة إسلامية لينقذ أوروبا ولم يكن أحد ليفهم هذا الحدث التاريخي ومن تأمله قال عنه: عمى تاريخي وما هو بعمى بل الإرادة الإلهية التي تحرك التاريخ في النهاية: « ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون » ومن الكتب التي غيرت وجه التاريخ والعقل ما ذهب إليه أحمد الشنواني حينما اختار 13 كتاباً بدأهم بكتاب كونفوشيوس وهومن الخمسة الكتب التي تركت أثراً في التاريخ الصيني منذ القرن السادس قبل الميلاد حتى الثورة الشيوعية التي حاولت تقليص أثره دون فائدة كبيرة. والكتاب الثاني كان الجمهورية لأفلاطون واليوم تزعم دول كثيرة أنها جمهورية وليست جمهورية بحال. والكتاب الثالث هو أصول الهندسة لإقليدس واليوم تم هدمها على يد لاوبشفسكي ورايمان وبرزت هندسة غير تقليدية. وأما كتاب القانون لابن سيناء فأصبح مصيره في المتحف يذكر بحقبة من الطب انتهت. وأما ابن خلدون فقد أصبحت أفكاره محنطة عن الجغرافيا حيث لم يكن هناك علم جغرافيا بمعنى الكلمة واليوم نعرف قيعان المحيطات فضلاً عن تضاريس الأرض والجغرافيا تحولت من الأرض للسياسة. ويلحق بما ذكر كتاب الأمير لمكيافيلي والمقال على المنهج لديكارت الذي زعم فيه أنه كتاب يمكن أن يستفيد منه الأتراك. وكتاب المبادئ لإسحق نيوتن وروح القوانين لمونتسكيو وثروة الأمم لآدم سميث وأصل الأنواع لداروين ورأس المال لكارل ماركس وأخيرا النسبية لآينشتاين. وأقول أنا: إن أعظم كتاب حرك التاريخ هو القرآن قال تعالى : (( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء))