كنت قد ذكرت الذين حاولوا اتهام القيادة السياسية ورجمها بالغيب والزور والبهتان في قضية حنيش الذين قالوا كلاماً لتثوير الشارع لا يقوله إلا حاقد ماكر على البلاد. وأذكّر أولئك النفر أن الحملة الإعلامية المسعورة التي شنّوها في تلك الفترة لم يصدقها سواهم، وعندما أثبتت القيادة السياسية وكل الشرفاء الأوفياء والنبلاء أحقية اليمن في السيادة على ارخبيل حنيش بإجماع هيئة التحكيم، كنت أنا وغيري من المواطنين الذين تابعوا تلك الحملة المسعورة أن ينتحر أولئك المثيرون للفتنة؛ لأن باطن الأرض خير لهم من ظاهرها بعد أن قالوا ما قالوه في البلاد ورموزها الشرفاء. غير أنه لم يحدث، فقلنا ربما أولئك أدركوا الخطأ الذي ارتكبوه وعضّوا على أصابع الندم وأعلنوا التوبة وبالتالي لا يمكن أن يعودوا إلى مثله. ولكن للأسف من استمرأ الزيف لا يمكن أن يقبل بغيره، بل إن أولئك النفر المثيرين للفتنة عادوا من جديد لإشعال فتيل الفتنة تحت عنوان الحرص على السيادة الوطنية. لقد أشرت في المواضيع السابقة إلى أن بلادنا لن تقبل التواجد، وأكد ذلك الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية مراراً وتكراراً وفي كل المناسبات والمقابلات، وتفهم المجتمع الدولي الموقف وسقط رهان الخاسرين. وعبّر المجتمع الدولي عن تفهمه لخصوصية وقدرة جيشه وأمنه على حماية سيادته الوطنية وأمنه واستقراره ومواجهة الإرهاب والتخريب وبحزم. وأكد المجتمع الدولي كذلك أنه يدرك بأن طموحات اليمن أكبر من مواردها، ولذلك فإن المجتمع الدولي وفي المقدمة دول الجوار الجغرافي سوف يعملون في مؤتمر أصدقاء اليمن على إنشاء صندوق لدعم التنمية والحد من البطالة. وما إن سمع بذلك مثيرو الفتنة وتجار الحروب حتى عادوا من جديد إلى ممارسة الزيف والكذب والتدليس على البسطاء من الناس، وتخويف المغرر بهم من مؤتمر أصدقاء اليمن. أتدرون لماذا أثار أولئك النفر هذه الزوبعة من جديد؟! لأنهم لا يريدون أن تختفي مظاهر التجمعات للعاطلين، ولا يريدون أن تكون هناك تنمية شاملة يعم خيرها الوطن كله، ولا يريدون أن تنشأ المشاريع الاستراتيجية للبنى التحتية.. إنهم يريدون تدمير الوطن وجعله خراباً تنعق فيه أبواقهم الموبوءة. ولكن هيهات أن يصلوا إلى مبتغاهم الشيطاني؛ لأن الشعب قد شبّ عن الطوق، ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب بإذن الله.