في ثلاثية الفتن يحضر القول الكريم «وعسى أن تكرهوا شيئاًَ وهو خير لكم».. والمعنى أن بلادنا تواجه ثلاثة حروب حقيقية تمثل عبئاً ثقيلاً تصرخ لحمله الجبال الرواسي.. ومع ذلك لابد من خير إن استدعينا إرادة مواجهة العبث بذات المواجهة للخارجين عن ثوابت الدستور والوحدة وسيادة القانون. لقد ظن البعض أن انشغال الدولة بالحرب في صعدة ومواجهة خرافة الردة عن الوحدة وجنون القاعدة هي فرصة مواتية لعابثين جدد ومخربين أجد وفاسدين أكثر.. وهذه النظرة غير سليمة بالمعايير الأخلاقية، وينبغي أن تكون نظرة خاطئة بالمعاني الواقعية والدلالات الموضوعية. قد لا يكون فلان من القاعدة ولا يقف مع الحوثي وليس في صف المسكونين بالروح الانفصالية ولكنه يذكي كل ما من شأنه عدم احترام القانون وعدم مراعاة حقوق الدولة وحقوق المجتمع الذي هو نحن جميعاً. مثل هذا لا يستطيع إثبات أنه في المكان الصحيح.. إنه ليس مخرباً ومفتناً وعابثاً فحسب وإنما هو انتهازي في التخريب وانتهازي في الفتنة وانتهازي وهو يعبث. وما يقوم به هؤلاء شيء مكروه، لكنه يسارع في التحفيز على أن تتم مواجهته؛ لأنه بصراحة كذلك الذي يطلق النار عليك من ورائك وأنت مشغول عنه بمواجهات أعداء الاستقرار والوحدة والسلام الاجتماعي. ما أحوجنا لأن نتمثل في مواجهة المجرمين الانتهازيين.. «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم».