لم تتمن اسرائيل أمنية كأمنيتها بأن تكون هناك حروب داخلية في فلسطين كما هو الحال الآن في اليمن.. وبالغت في الأماني بأن يصل الوضع بين حماس وفتح كما هو الحال الآن بين الحراك والحوثيين والقاعدة، فتنتهي بذلك القضية الفلسطينية عن بكرة أبيها، فاليوم أصبح للمواطن العربي عدو بديل عن المستعمر الخارجي وهو العدو العربي. لذا خرج الوضع الراهن في اليمن للعالم بحكايات ذميمة مشوهة كالجنين الناقص النمو لا يعيش بعد الولادة طويلاً، فبعض الحكايات كالوطن البيع فيه والارتزاق منه بداية للانتهاء، الأمان وحكاياته الأخرى كالعقل عندما يسقط مؤشر لشيخوخة مبكرة في غابة الحياة. ويكفينا فخراً أن الأسد الجريح يعتني بالعصفورة، والعصفورة تتعلق بالأسد الجريح وتحلّق حوله بحب وأمان وكلهم إيمان وعقيدة بأن الأسد لن يطير يوماً كالعصفورة والعصفورة لن تخذل الأسد يوماً بطيرانها مهما آلمهم استغفال البعض للوطن وخيانته، ومحال تبرير هذه الخيانة وتجميلها بمساحيق تجميلية هي شعارات تحول الإنسان إلى جهاز إيداع أموال حرام في حرام. وهؤلاء يفطنون إلى اللعبة التكتيكية التي يحاط بها الوطن الغالي اليمني، لذا يحاولون دوماً إشغال الناس عن البعد الخارجي بالبعد الداخلي، وهي كل هذه الفتن الظاهرة التي تجعل المواطن البسيط يحمل السلاح بدلاً ان يحمل مفرسه أو قلمه تارة تحت خط الاشتراكية التي انتهت من كل العالم بدليل الصين الرأسمالية الآن، مستخدمين أدوات فسادهم أول من شارك بها وأسس لها. ويبقى السؤال الذي نوجهه لهم: ما هو البعد الفكري أو العقدي لعودة الاشتراكية المنتهية إذا لم يكن صراعاً بين مجموعة أشخاص على مصالح خاصة بهم لتخريب اليمن تحت مشروع استثمار حالة الضعف باسم «الحراك» وتارة أخرى نجدهم حوثيين؟!. تلك الأبعاد العقدية التي تحمل كل ذلك الفكر المنحرف الضال المتخلف الذي لم يقدم أي تبرير يجعله يرفع شعار السلاح ليدمر بلاده ووطنه وتارة أخرى باسم القاعدة، ذلك المشروع الذي لا توجد له استراتيجية عقدية ولا وطنية ولا فكرية ولا يتعطش سوى للدم وليس له وجود إلا من خلال مخطط أصحابه. فهو فيروس لا يقل خطورة عن فيروس انفلونزا الخنازير ينشرونه أينما شاءوا ويقضون عليه وقت ما يشاؤون، فكل الحكايات تتشابه، وكل الفاصيل تتشابه، وكل الانكسارات تتشابه وكل الانتكاسات تتشابه. لذا بعض الحكايات قابلة للسقوط، وبعضها قابلة للموت، ومن هنا أحمّل كل من فطن لهذه الأبعاد الخارجية الأمانة وهو يمثلها تحت سقف الحوار أو تحت سقف مؤتمر لندن أن يخدروا من تفكيك اليمن!!.أن يحذروا من تحقيق المشروع الإيراني الأمريكي. وأن يفهموا أنه لا مجتمع موحد دون دولة، وأن يطلقوا رصاصة الرحمة على قلب الخائن لتموت عنده الحكاية فتخرجهم من دفاتر الوطن بهدوء لا يرعب أولادنا ونحفظ لهم يمنهم الموحد إن شاء الله.