21 فبراير.. تقف أنت أيها المرشح التوافقي القادم لرئاسة اليمن. ونقف نحن كالغرباء نلتقي... في عينيك وطن لا يغيب. كالغرباء نلتقي... وفي قلوبنا رجل لا يغيب. في عينيك... اليمن. وفي قلوبنا... فخامة رئيس الجمهورية الزعيم علي عبدالله صالح. فكنت أنت وكنا نحن... كلانا يدرك عِضم الموقف. فمن قال لك بأن فراقه لا يرعبنا..؟! ومن قال لنا بأنك أخذت مكانه..؟! فلا يأخذ شخص مكان شخص. لا يأخذ شخص مكان شخص. ولكن هو النضال الوطني ما يجمعنا، وحب اليمن ما يجمعنا. فحرصنا اليوم أن ننقل لك صوت الشارع... البعيد والمُترامي الأطراف خارج نطاق المعتصمين باب دارك، وخارج نطاق أمانة العاصمة التي أثقلت كاهلك، من هناك من بين الوديان ومن أعالي الجبال وعلى شطآن اليمن، ذلك الشارع الذي سيحول بينك وبينه المتناقضون والمهرّجون. الذين سيلونون وجوههم بالكثير من الأصباغ؛ كي يمسحوا ملامحهم الحقيقية لتقرب منك.. فتارة تجدهم... يحدثونك عن العادات والتقاليد والأخلاق والدين، وهم يعرضون أجسادهم في سوق النخاسة عارية منفرة تنفر منها العيون قبل النفوس. وتارة تجدهم... يتحدثون عن الضمير والقيم والمبادئ، وهم برمجوا ضمائرهم وقيمهم ومبادئهم حسب مراكزهم ومصالحهم. وتارة تجدهم... يتحدثون عن قسوة الحياة عليهم، ويدعون الفقر والحاجة، ونعم الله تحيط بهم من كل جهة واتجاه. وتارة تجدهم... يتحدثون عن دم الأجداد وتاريخ القبيلة والحسب والنسب، وجذورهم تكاد تنشق كبداً من غدرِهم، والقبيلة تتوارى مستعيرة من أسمائهم. لذا نطلب منك أن تكون الأقرب إليهم بحكمتك وقت تخبطهم... ليصلوا إليك !! والأصدق نصحاً وقت حيرتهم... كيف يصلون إليك ؟! والأخلص نية وقت محنتهم...عندما لا يصلون إليك!! وأنت تلقنهم درساً بأن حب الأوطان فطرة لا تخضع لقانون المتناقضين، فالنوايا مرعبة؛ فكم من نية بيضاء أليفة تحولت في نصف الطريق إلى وحش أسود مفترس. وأخبرهم بأن لا شيء يؤلمك... كمحاولة تبرير خيانة تم اكتشافها. كتحول إنسان إلى جهاز إيداع أموال حرام في حرام. كاضطرارنا إلى صعود القطار؛ لأنه آخر القطارات. كتحولنا إلى كلمة مناسبة تسد فراغاً لا يناسبنا. كموت قلب قبل موت الجسد. كالسير عكس التيار؛ لأن الحق بات مقلوباً. بقي أخيراً أن تقول لهم: بأن هناك برداً لا يهزمه دفء أبداً.ً يحول أعماقنا إلى كهوف مجمدة، فنتحول مع الوقت إلى تماثيل متبلدة نلهث؛ لكي نصل ولا نصل مهما أحسسنا بأننا وصلنا.