مما لا شك فيه أن بلادنا كغيرها من بلدان العالم تأثرت من مجريات الأحداث التي شهدها العالم إبان الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي قبيل سقوط الأخير، إضافة إلى تأثرها بأحداث ال11من سبتمبر 2001م وما شهده العالم من ظهور منظمات إرهابية وتدخلات دولية. بيد أن الاصطفاف الوطني لمواجهة تأثيرات هذه الأحداث جنّب بلادنا الكثير من المشاكل، حيث مثلت لجنة الحوار الوطني والتي شكلت من شتى أطياف العمل السياسي مطلع ثمانينيات القرن الماضي صمام أمان لترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وإنقاذ الوطن من براثن الصراع السياسي. كما مثل الاصطفاف الوطني إبان الأزمة السياسية المفتعلة عقب انتخابات 93م البرلمانية أهم سند شعبي وجماهيري لمواجهة المشروع الانفصالي وإعلان الحرب على شرعية دولة الوحدة. وأمام هذا الاصطفاف الوطني تحطمت أحلام دعاة الردة والانفصال، وترسخت دولة الوحدة والتي شكلت عاملاً مهماً في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار ليس على مستوى الوطن بل على المستوى الإقليمي أيضاً. لكن بلادنا اليوم تواجه مؤامرات كيدية أخرى لزعزعة أمنها واستقرارها ومن قوى سياسية عرف عنها التسلط والشمولية والكهنوت ولفظها شعبنا إلى مزبلة التاريخ بعد أن عانى منها شعبنا الويلات. حيث تحاول هذه القوى اليوم إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، مع أن ذلك من المستحيلات، وعين الشمس أقرب لهم مما يحلمون. والغريب في الأمر أن هذه القوى أقامت تحالفاً مع قوى إرهابية لا هدف لها سوى زعزعة أمن واستقرار العالم، وفعلاً مثّل تحالف الشر هذا أكبر عامل لزعزعة أمن واستقرار وطننا، وأداة هدامة لوحدتنا اليمنية الخالدة والتي صنعها شعبنا ظهيرة الثلاثاء ال22 من مايو الأغر عام 1990م. وأمام مخاطر هذا التحالف الشيطاني وما يمثله من تهديد لتنفيذ مشاريع صغيرة عفى عليها الزمن حري بنا أن نقف صفاً واحداً لمواجهة هذا التحالف. كما نتمنى من كافة القوى السياسية الاستجابة لدعوة الحوار الوطني لإنقاذ الوطن من براثن الصراعات والفتن، فالحوار الوطني أصبح اليوم فريضة وطنية وضرورة إنسانية لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والحفاظ على ما تحقق لشعبنا من إنجازات سياسية وتنموية في ظل عهد الثورة والجمهورية والوحدة الخالدة.