قال رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني إن حماية الدستور والثوابت الوطنية ينبغي أن تكون أولوية الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن ومنظمات المجتمع المدني التي آمنت بالدستور وانخرطت في العمل السياسي وفي الشأن العام من منطلق التمسك بالدستور . وأضاف في افتتاح الندوة الوطنية الخاصة بالعمل السياسي ودوره في حماية الثوابت الوطنية والتي نظمتها المنظمة اليمنية لحماية الدستور والقانون والديمقراطية، أن استهدف الوطن اليوم من قبل قوى الظلام الإرهابية من عناصر التخريب والتمرد في بعض مديريات صعدة وعناصر تنظيم القاعدة وأصحاب الدعوات الانفصالية إنما هو استهداف للدستور والثوابت الوطنية التي تمنح الوطن هويته والدولة مشروعيتها لأن غاية ما يودون الوصول إليه هو تقويض بنيان الدولة والوطن ومكتسباتها الغالية الديمقراطية والوحدوية والتنموية وهي الثوابت التي يرتبط الحرص عليها بالحرص على الدستور الناظم لها . موضحاً أن واقع العمل السياسي يقوم على قاعدة متينة من المشاركة والتعددية والسياسية والحزبية التي تنتظم في إطار العقد الاجتماعي المعبر عنه بالدستور . وأشار إلى أن الدستور في مضمونه وبما يحفل به من قواعد وثوابت إنما يمثل خلاصة تطور ملهم للفكر السياسي اليمني الذي قطع في سبيله شعبنا رحلة طويلة وشاقة ومثقلة بالأزمات عبر عقود من الزمن. منوهاً إلى أن الدستور هو الوثيقة التي عبرت عن مشروعية كفاح الشعب اليمني وطليعته المناضلة وشهدائه وعبرت في الوقت نفسه عن ذروة الطموح إلى تأسيس عهد جديد مفعم بالحرية وبحق المشاركة السياسية لكل الناس دون استئثار أو اصطفاء أو تمييز . وأكد رئيس مجلس الشورى أن عظمة الوحدة المباركة لا تأتي من كونها الحلم الأسمى الذي تحقق للشعب بعد عناء طويل ولكن لأنها جاءت معبرة عن الدستور وجددت في روحه ومدته بأسس وقواعد راسخة ناظمة للممارسة السياسية وحاضنة لمبادئ الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان والمشاركة السياسية الواسعة في صنع القرار . وبين أن انعقاد الندوة في جامعة صنعاء تؤشر إلى حالة التحول الذي شهده الوطن منذ 48 عاماً وأن الجامعة هي أحد العلامات البارزة للانتقال الجذري الذي حققه شعبنا من حالة التخلف والجهل الذي لازم فترة الحكم الإمامي الكهنوتي البائد إلى واقع جديد عنوانه العلم والمعرفة في كنف النظام الجمهوري الديمقراطي التعددي . وقال إن مؤتمر الحوار الوطني الذي يجري التحضير له والذي دعا إليه فخامة الأخ الرئيس هي دعوة تعبر عن روح المسئولية القيادية لفخامته وعن حرصه البالغ على استنهاض الشراكة الوطنية إزاء استحقاقات وطنية بالغة الأهمية . وأشار إلى أن فخامة الرئيس أراد الحوار حواراً وطنياً جاداً ومسئولاً تحت سقف الشرعية الدستورية وتحت قبة مجلس الشورى باعتباره مؤسسة دستورية تتميز بأوسع تمثيل سياسي لكل قوى وفئات المجتمع . منوهاً إلى أنه تم قطع شوط كبير على طريق التحضير والإعداد للمؤتمر والذي سينظم في إطاره نحو ستة آلاف شخصية يمثلون كل القوى السياسية . من جانبه أكد محافظ محافظة لحج محسن علي النقيب أن الندوة تنعقد في ظروف وطنية بالغة التعقيد بعد أن تكالب أعداء الوطن لزعزعة أمن واستقرار البلاد في مسعى بليد يتساوى فيه دعاة الإمامة والكهنوت بطغاة الإرهاب الذي تعززه شرذمة القاعدة بفاقدي المصالح من دعاة الانفصال . مؤكداً أن ذلك التكالب في طريقه إلى الزوال والانكسار والانتحار بفضل وعي وقدرة أبناء الشعب اليمني وقيادته الحكيمة ومؤسساته العسكرية والأمنية وتعبيراته المدنية والفكرية والأدبية على اجتثاث ظاهرة وباطن الآثام والأمراض الخبيثة. إلى ذلك أكد محافظ مأرب ناجي الزايدي على أهمية حماية الثوابت الوطنية .مشيداً بحكمة الرئيس القائد باستيعابه للجميع في دعوته لهم في مؤتمر الحوار الوطني، وانتقد الأبواق المشككة في السياسات الناجحة لليمن والتي لا تمت بصلة إلى الوطن اليمني . الدكتور حسن أبو حليقة – رئيس منظمة حماية الدستور والقانون والديمقراطية – دعا كل القوى الوطنية إلى الاصطفاف الوطني ومواجهة التحديات التي تواجه الوطن في الوقت الراهن فيما اشاد عبد الله بن علي العنسي – الأمين العام للمنظمة –بدعوة الرئيس علي عبد الله صالح للحوار معلناً مؤازرة المنظمة لكل من يغلب منطق الحوار والحكمة والمصلحة العليا للوطن . الدكتور فتحي السقاف في كلمة له عن منظمات المجتمع المدني شدد فيها على أهمية الالتزام بالقوانين المنظمة لحياتنا، مطالباً كافة القوى الوطنية في الساحة الوطنية بالعمل على حماية الدستور والنظام الجمهوري والمكتسبات الديمقراطية والحضارية.ودعا إلى أهمية توعية الشباب بأهمية الوحدة والالتزام بالقانون والدستور. تلا ذلك تقديم قصيدة شعرية للشاعر ياسين البكالي، كما قدمت خمسة أوراق عمل لكل من الدكتور خالد باجنيد – عميد كلية الحقوق بجامعة عدن – حول الثوابت الدستورية ودورها في تعزيز قيم الوحدة والسلام الاجتماعي، وورقة ثانية للدكتور أحمد الحميدي حول الأحزاب السياسية وكيفية تعاملها مع القضايا التربوية ودورها في تعزيز الولاء الوطني وورقة للدكتور أحمد حسان غالب وورقة أخرى للدكتور عادل الشجاع حول دور منظمات المجتمع المدني في ترسيخ الولاء الوطني .
