يمكن القول بأن الطوابير تفرض نفسها لأدنى سبب فمادة الغاز أصبحت شغلنا الشاغل مثل الماء وماتلك الطوابير التي تبدأ من الصباح الباكر إلا دليلاً على فشل أو على أقل تقدير خلل إداري لايستوعب أقطابه وفروعه الأزمات السابقة والتي حدثت في أكثر من مناسبة مثل السلع التي تختفي فجأة او تصعد أسعارها بين عشية وضحاها استغلالاً لإقبال الناس على شراء المواد الغذائية التي يكثر استعمالها في شهر رمضان مثلاً. قرأت الخبر الذي نشر قبل ثلاثة أيام عن استدعاء المسئولين عن شركة الغاز من قبل هيئة مكافحة الفساد، وحاولت قراءة خبر في سياق الموضوع عن قيام النيابة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالتحرك الذي يسبق مبادرة هيئة مكافحة الفساد ولم أجده أو أسمع عنه. كما كان قد قال بعض المواطنين نقلاً عن آخرين من أن هذه الجهات تلقت توجيهات بالبحث والتقصي عن المتسببين في اخفاء ورفع أسعار الغاز في أنحاء البلاد. ويقال إن سعر الاسطوانة في عدن ستمائة ريال لاغير ، وقد يكون ذلك صحيحاً لأن مصفاة عدن قريبة منهم والمستهلكون لا يسكتون عن المستغلين والمغالين مثل بقية المناطق الأخرى وخاصة تعز التي يساهم فيها المواطن في فتح شهية الوكلاء والمدراء ومابينهما بالتهافت والتسابق على شراء مايريدون ومالايريدون بأثمان مضاعفة اتقاء للمفاجآت وعملاً بنصائح بعضهم البعض مما يخدم مصالح من ذكرنا وهم في راحة تامة. طوابير الغاز تسهم وتلهم الجشعين بإنقاص الكميات من الاسطوانات بواسطة أنابيب أو وسائل أخرى يتحدث عنها البعض ، والأسعار المضاعفة تعني أن الضعف يصبح أربعة أضعاف إذا قلنا إن سعر الاسطوانة سبعمائة أو ألف ريال على أنها معبأة تعبئة كاملة وهي في الواقع منقوصة بنسبة النصف والنصف هذا يزيد عن سعر الكمية المحددة والرسمية في الأحوال العادية فمعنى ذلك أن مايدفعه المستهلك هو في الواقع ثلاثة آلاف وستمائة ريال للاسطوانة بأرباعهاالأربعة. وهذه الحكاية نسجت إذا ماكانت الاجابة من قبل أصحاب محطات التعبئة ومعهم شركة أو مؤسسة الغاز هي النفي والإنكار القاطع الذي يدعمونه بالقول بأنهم لايسمحون ولايسكتون عن مثل هكذا غش، والحق يقال بأن الشركة طلبت من المواطنين إبلاغها وفروعها عن أي أعمال كهذه فوراً إذا كانوا متأكدين من صحة شكواهم وأسماء من يقومون بالاحتيال والاستغلال. وقد أثير هذا الأمر بحضوري بين مجموعة من الناس بعضهم أكدوا أنهم اتصلوا وبلّغوا ولم يعرفوا النتائج لأن من اشتكوا منهم استمروا في مزاولة الاستغلال بأبشع صورة ولاحظوا أن علاقاتهم بأصحاب الشأن ازدادت وأصبحت حميمية أكثر مما كانت وكأن مصائب العامة تتحول إلى فوائد للقلة بفضل الفساد وغياب الرقابة والمساءلة.