المؤجرون أكثر حاجة إلى الرحمة والشفقة من المستأجرين، لأن أصحاب العقارات والأملاك يخشون على أموالهم من الضياع، ويريدون استثمارها وزيادة أرباحهم منها قبل أن تقوم الساعة وينتهي كل شيء!!. .. أما المستأجر فإنه لاجئ لا يملك شيئاً يخشى عليه التلف والبوار أو الهلاك.. مستعد دائماً للنقل والرحيل من منزل إلى آخر، ومن ملجأ إلى ملجأ حتى تحين ساعة الرحيل عن دار الدنيا ومنزل الغرباء على هذه الأرض. .. أما أصحاب المكاتب العقارية والسماسرة والدلالون، فإنهم أحب خلق الله إلى قلبي «...» وأكثرهم بغضاً وعداوة للهدوء وراحة البال ونقاء الأيام. .. لو كان الأمر بيدي لأصدرت قانوناً يمنع مهنة السمسرة والدِلالة، ويُحظر عمل المكاتب العقارية، ويعاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد عن مائة سنة، ولا تقل عن سبعين عاماً!. .. يوقع بي دائماً هؤلاء الأفراد المتخصصون بتشويه العالم وتعكير الحياة وإحراق الأعصاب. .. وبالأمس اشتبك معي ثلاثة دلالين دفعة واحدة؛ لأنني رفضت الانصياع لتوجيهاتهم أولاً، وأوامرهم ثانياً، وإعطائهم ما يطلبون (30.000) ريال مقابل شقة لم أستأجرها، بل دفعت الإيجار وتركته والشقة للمالك!!. .. لا قانون يحمي المغفلين، ولا قانون يحمي المستأجرين، القانون الوحيد المعمول به يحمي المهنجمين والفاسدين وقطّاع الطرق، ولا حيلة لدي لأكون واحداً من هؤلاء الثلاثة، فكيف نعمل؟!. .. اشتكى رجل للشرطة بصاحب مكتب عقاري قبض عمولته ولم يعطه شقة مناسبة في المنطقة المتفق عليها. .. الشرطة استدعت الغريم، وأخذت منه تعهداً لفظياً بعدم التكرار، وأفرجت عنه قبل أن تأمر الشاكي بالاعتذار والتنازل عن الدعوى ودفع مصاريف العسكر!!. .. عاشت العدالة، والموت للحاقدين!!. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]