لا أعلم هل نحن أمام أزمة أم وراء أحجية .. هل نبحث عن اسطوانة غاز .. أم نتعقب خطى الحل؟ أخشى أن يكون الجواب منعدماً على تلك الأحجية كغياب الغاز وحضور ألسنة التساؤل عن سبب الأزمة. ومن ثم هل نحن أمام أزمة غاز أم أزمة ضمير؟ لعل غياب الأولى يقضي بحضور الأخرى. إذاً نحن أمام أزمة ضمير ؟ والحل ؟ الحل نذهب بزامل (للخبرة) على شان نرجع بغاز أو بحل (للفزُّورة). أحد المثقفين يجعل من كتبه الفكرية وقوداً يحصل من خلالها على كأس من الشاي أبو سبعة نجوم أو سبعة كوالب، لا فرق، فالفضاء مش حق العرب. أتساءل : ماذا لو أقدم أحدهم على إحراق مؤلفات محمد حسين الفرح في التنور كي يصنع لأولاده قرصاً من العيش؟. غريب أمر تلك الكتب والمؤلفات التي يُختزل فيها تاريخ اليمن في حالة تمكنها من سد رمق طفل جائع. عندها سيقبّل الطفل شنب أبيه الذي ادخر لهم مكتبته الممتلئة بالأوراق البيضاء لتنفعهم في اليوم الأسود وتحل محل الغاز. أحد جيراني في محافظة إب – طالب بكلية الهندسة – يحرق مرسمه الخشبي كحل مؤقت لتلك الأزمة. كان ينظر إلى مقاساته وهو يحترق تحت جالون الطعام الذي لم يبخل بالغليان بانتظار حل آجل .. لكل قلبي الوطن.