فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح كان واضحاً شفافاً صريحاً صادقاً كعادته وهو يتحدث إلى الدارسين في كلية الشرطة الثلاثاء وإلى جميع أبناء الوطن حول قضايا الوطن الكبرى, الثورة والوحدة والديمقراطية والأمن والاستقرار. فخاطب فخامة الأخ الرئيس المتسكعين في الداخل والخارج الذين يدعون الى الإنفصال ويرفعون العلم الشطري بوضوح ودعاهم الى الحوار«تعال إذا عندك أي مطلب قانوني ودستوري.. تعال الى الحوار.. الأبواب مفتوحة والوطن يتسع للجميع .. ارفع شعار الوحدة عالياً وتعال حاور إذا لك حق أواستحقاق.. تعال حاور ولا تمس الوحدة، فالوحدة خط أحمر يحميها الوحدويون الشرفاء المخلصون الذين يحافظون عليها كما يحافظون على حدقات أعينهم » . ووصف فخامة الأخ الرئيس الهاربين من الحوار بأنهم لا يمتلكون الحجة والمنطق و ينطبق عليهم «فاقد الشيء لا يعطيه» لأنهم يرفعون شعارات الانفصال و«الجنوب العربي» وهذه مشاريع صغيرة مرفوضة من زمان وهي مرفوضة اليوم وإن استغل دعاتها أوضاع الناس والضائقة المالية التي يمر بها الوطن. ومثلما صمدت الثورة اليمنية ال26 من سبتمبر وال 14 من أكتوبر فإن الوحدة اليمنية صامدة وثابتة وراسخة الجذور سيدافع عنها شباب اليمن الذين يرون مصلحتهم في الوحدة وسيضحون من أجلها كما ضحى الآباء من أجل تثبيت الثورة والجمهورية . نعم يا فخامة الرئيس .. على ماذا سيحاورون ؟ وهل يجرؤون على الكلام والحوار حول ثوابت الوطن (الثورة والوحدة والديمقراطية ) ؟ لا يستطيعون وغير قادرين وسيرميهم الشعب الى مزبلة التاريخ مجدداً كما رماهم يوم أن أعلنوا الانفصال عام 94م وأصبحوا «نسياً منسيا» لأنهم قوى مفلسة وتسلطية وتريد أن تتسلط مرة أخرى على جنوب الوطن الحبيب وهم واهمون ويحلمون أحلاماً مريضة وقبلهم رمى الشعب الى مزبلة التاريخ دعاة الجنوب العربي والمشيخات والسلطنات وأصبحوا هم ايضاً “ نسياً منسيا” فعاد اليوم أقزام الانفصال والمدللون أولاد المشيخات والسلطنات يحلمون لكنهم سيلقون مصير من سبقهم، فالشعب لهم بالمرصاد كما كان لمن سبقهم بالمرصاد منذ ال26 من سبتمبر وال14 من أكتوبر نعم يا فخامة الرئيس .. علم الجمهورية اليمنية ارتفع في ال 22 من مايو 1990م وسيظل خفاقاً الى الأبد كما قلت وسيندم دعاة الانفصال مثلما ندم الذين قبلهم عندما رفعوا الشعارات والبندقية والمدافع ضد الثورة والجمهورية ووصلوا الى أبواب صنعاء وانتصر الشعب وإرادة الثورة والجمهورية في حصار السبعين يوما الملحمة الثورية البطولية التي توحد فيها أبناء الوطن في صورة وحدوية رائعة قلّ أن نجد لها مثيلاً في المنطقة والعالم . نعم يا فخامة الرئيس ليت من يرفعون العلم الشطري ويدعون الى الانفصال اليوم والجنوب العربي يأخذون العبرة ويتعلمون الدروس ممن سبقوهم .. ليتهم يعودون الى التاريخ المدون بالتضحيات والبطولات من أجل الثورة والجمهورية والوحدة ليتعلموا ان الشعب اليمني كسب الرهان وهم وحدهم من سيخسر كما خسر الأولون، لأن الثورة والوحدة والديمقراطية والتقدم والحرية مشروع وطني كبير، أما «الانفصال والجنوب العربي» فمشروع صغير قزم رفضه أبناء اليمنجنوباً وشمالاً من زمان وقاومته عدن وأبين ولحج وحضرموت والضالع وشبوة، قاومه أبناء اليمن من مختلف المناطق وسالت دماء أبناء اليمن في عدن وأبين وشبوة للدفاع عن ثورة ال 14 من أكتوبر وطرد أصحاب المشاريع الصغيرة سواء دعاة «الجنوب العربي» أو المشيخات والسلطنات.