أخطأت بعض القوى السياسية في حق اليمن؛ فقرعت في وجه الوطن صوت الشر، وهاجت وماجت واستقوت بعناصر التخريب، واستغلت أصحاب الأمراض النفسية والأفلام الخيالية وأصحاب السوابق الجنائية بل وصل الأمر إلى الاستقواء بالخارج على الوطن، ولا ينكر أحد أن أعمال التخريب والقتل التي حدثت في كثير من المناطق أنها بتشجيع من تلك القوى التآمرية التي لم تفلح إلا في إذكاء نيران الحروب، وقامت بتلك الأفعال التخريبية وهي تدرك أن ذلك عقوق لليمن وخروج عن المألوف. ولكن الأحلام الطوباوية وعمى البصر والبصيرة ربما قد غلب على تلك القوى فأفقدها الصواب ولم تعد قادرة على تحديد المسار الصحيح من أجل الوصول إلى تحقيق الطموحات المشروعة وخسر الوطن الكثير من الإمكانات البشرية والمالية. ويبدو أن تلك القوى التآمرية لم تتوقع أن الشعب سيقدم كل غالٍ ونفيس من أجل الحفاظ على سيادته باعتباره مصدر السلطات. ولئن كان الشعب قد قدم الغالي والنفيس وصنع ملحمة وطنية وإنسانية في سبيل مواجهة قوى الشر والتمرد والإرهاب والتخريب؛ فإن على من تبقّى من تلك القوى التآمرية أن يدرك أن اليمن أعظم وأقوى من أي سلوك غير سوي في سبيل الوصول إلى السلطة، وأن الشعب مصدر هذه السلطة سوف يضحّي بالمزيد من أجل حريته واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه. وعلى أولئك الذين تمادوا في إفكهم وتغريرهم ودفعهم للغير باتجاه التخريب والتدمير أن يتداركوا أنفسهم ويكفوا عن زيفهم ومكرهم ويغتنموا الفرصة لإعلان التوبة والعودة إلى جادة الصواب وأن يتصالحوا مع الشعب الذي مازال رؤوفاً بهم، عليهم أن يكفروا عن ذنوبهم بالعمل الصالح الذي يخفف من بشاعة ما ارتكبوه في حق الشعب. إن اليمن وهو يتجاوز التحديات إنما يزداد شموخاً وعزة بصمود الأوفياء والنبلاء من أبنائه في القوات المسلحة والأمن، أولئك والأبطال الذين حملوا رؤوسهم على أكفّهم من أجل حماية الوطن وصون كرامته وإخماد الفتن ومنع التشرذم ومواجهة الإرهاب والتخريب. نعم.. أولئك العظماء هم اليوم من يستحقون الاهتمام والرعاية والتكريم؛ وفي المقدمة أسر الشهداء الأبرار؛ وهو الواجب الذي لا يجوز تأخيره أو تجاهله. ولذلك فإن على القيادة السياسية؛ التي عوّدت أبطال القوات المسلحة والأمن على الوفاء؛ فقد جاء الوقت الذي ينبغي لها أن تبادلهم الوفاء بالوفاء.