بتنسيق فرنسي مثلته الخارجية الفرنسية ومنظمة اليونسكو أطلقت الأخيرة “مشروع علاء الدين” لتدريس المحرقة اليهودية” الهولوكست” وهو مشروع يبين مدى تغلغل اللوبي اليهودي في الأوساط السياسية الفرنسية وداخل أروقة المنظمة الدولية ويبدو أن إسرائيل لا يمكن أن تفوت فرصة من أجل ابتزاز العالم وخاصة الغربي باسم المحرقة اليهودية المزعومة , وكلما بدأ العالم الانتباه لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين وآخرها ما حدث في غزة ؛ تحركت إسرائيل للتذكير بالمحرقة لتغطية جرائمها , يساعد على ذلك الإعلام الغربي وكأن اليهود وحدهم هم الذين ظلموا وأنهم الوقود الوحيد للحرب العالمية الثانية وكأنه لم يقتل من الروس ودول أوروبا الشرقية أكثر من عشرين مليون نسمة ودفع العرب مليون ضحية باسم الثورة العربية الكبرى يقودهم لورنس العرب في سبيل التاج البريطاني مقابل دولة من فلسطين إلى عدن والذي يؤسف له أن أميراً عربياً يقود اليوم المشروع المشبوهة “علاء الدين” ومعه بعض عملاء الثقافة الغربية منهم مستشار ملك عربي وعضو في أسرة مالكة في إحدى الدويلات،ويدعم هذا المشروع أيضاً بعض المثقفين الذين رضعوا العمالة الثقافية وتربوا على موائد المؤسسات الاستشراقية. وبلغة العقل : أين الفائدة من الترويج لهذا المشروع ومن المستفيد منه؟ ولماذا الآن؟. أولاً الدور الفرنسي القذر سببه أن الجزائريين يطالبون فرنسا بالاعتذار عن الحقبة الاستعمارية وقد رفض ساركوزي وقبله جاك شيراك بل إن الأول اعتبر الاستعمار مسألة إيجابية يستحق المستعمرون الفرنسيون عليها الشكر من الجزائريين الذين تعرضوا لمحرقة ذرية عندما قامت فرنسا بتجربة قنابلها الذرية على الأرض والأحياء الجزائرية ولازالت قرى تعاني من أعراض تشوهات جسدية على المواليد حتى اليوم. ويبدو أن هذا المشروع هو السبب الرئيس وراء فشل وزير الثقافة المصري فاروق حسني بمنصب أمين المنظمة خوفاً من احتمال معارضته للمشروع ولهذا تآمر المندوبون الغربيون عليه وقد كان حسن الظن بهم. وعودة إلى المشروع , فإذا نجح القائمون عليه في تمريره سيكون مدخلاً لتمرير الكثير، فالغزو الثقافي لم يتوقف لحظة واحدة وتلاميذ المبشرين لا يألون جهداً في العمل على تسويق الأفكار. وقد وفّقوا توفيقاً كبيراً خاصة وأن شروط تولي المناصب الهامة لدينا والتي لها علاقة بالتعليم والثقافة والمسئولة عن تشكيل المجتمع وعاداته وتقاليده، ولا أستبعد بعد عام أو عامين أن نطالب بتدريس “التلمود” في مدارس تحفيظ القرآن الكريم وربما تحويل المساجد إلى كنائس للعبادة، أو تحويل القبلة إلى البيت الأبيض بدلاً من البيت الحرام!!. ثم ماذا عن محارق البوسنة والهرسك والذين ذبحوا تحت سمع ونظر القوات الدولية في سربنسيتا؟ وماذا عن محرقة القنابل الذرية في نجازاكي وهيروشيما، ومحارق العراق وأفغانستان؟. لقد رفض مندوب إسرائيل في الأممالمتحدة إضافة تقدمت بها مصر على مشروعها لاعتماد يوم عالمي للمحرقة رفض إضافة أي مادة تتكلم عن بقية المحارق بحيث يصبح العالم كله يهودياً في هذا اليوم . إن اليونسكو أصبحت منظمة يهودية، والسؤال هو : ماذا أعددنا لمواجهة هذا المشروع؟ وللإجابة على هذا السؤال لابد من التذكير بأن أي مواجهة مع هذا الاعتداء تتطلب مراجعة شاملة لعقود من الإهمال المتعمدلمناهج التعليم المرتبطة بالدين والقيم الأخلاقية بل والسماح لخبراء أجانب تدفع مرتباتهم من عرقنا ودمنا بأن يبدلوا ويحذفوا ويثبتوا باسم التطوير مايشاؤون ولم يعد الطالب يجد ما يؤهله فعلاً لمواجهة الحياة والعيش وفق التصورات الأخلاقية والدينية المطلوبة منه،فلم يعد سراً أن دولاً عربية سارعت إلى تعديل المناهج منذ الثمانينيات من القرن الماضي وذلك استجابة لطلبات إسرائيلية عن طريق طرف ثالث أحياناً ومباشرة أحياناً فيما تدرس إسرائيل في مدارسها كل ألوان الحقد والكراهية ضدنا ،ونحن هنا ننبه نظمنا العربية من مغبة تجاهل هذا الوضع أو إيجاد أوضاع أخرى تختفي فيها هويتنا العربية والإسلامية من خارطة المناهج الدراسية،لأن هناك من سيقوم وقد قاموا فعلاً بسد الفراغ بعيداً عن الوسطية أو إشراف الدولة وما الحركات المتطرفة التي تنظر للعنف إلا شكلاً من أشكال محاولة سد الفراغ الذي تركته بعض الدول فماذا كانت النتيجة؟؟. لقد ظهر جيل يرى كل أحلامه تتهاوى تحت مطارق الغزو الفكري وتخلي حكوماته عن القيام بواجبها نحوه، فلم يكن أمامهسوى أول ملجأ وهو الانضمام إلى حركات ترفع شعارات “الكرامة للأمة والموت للأعداء”، وإذا استمر هذا الصمت من قبل الأنظمة الرسمية ولم تتخذ الإجراءات الكفيلة بحفظ هويتها وسيادتها في كل المجالات فستجد نفسها معزولة عن شعوبها وسيتحرك المجتهدون والمجاهدون وتصبح الأمور فوضى لا يمكن السيطرة عليها وستكون المعالجات أصعب بكثير. ليس كل ما يأتي من الغرب هو خير بل إن معظمه شر لأنه يصدر عن مخططات خبيثة تتولى المنظمات اليهودية صناعته ويتولى الغرب تسويقه , وما أعياد الفالانتين والهولووين إلا أمثلة بسيطة على تأثير هذه الثقافة , فبعض المدن العربية ازدانت باللون الأحمر بمناسبة عيد الفلانتين أو ما يسمى بعيد الحب، والقنوات العربية الترفيهية لم تقصر في التذكير به،وسنرى قريباً إهمالاً واضحاً لذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيأتي قريباً اليوم الذي نصبح فيه بين الهولوكست والهولوين والحمد لله رب العالمين.