في السفر سبع فوائد .. قد تزيد هذه الفوائد وقد تنقص ولكن ليس إلى الدرجة التي يختزلها الكثير من أصحاب القرار في فائدة البدل والنثريات فقط لاغير. حول هذا الاستهلال نستطيع أن نسأل كل مسؤول رفيع أو متوسط هل يعقل أن نسافر في بلاد الله شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ولا تنعكس مشاهداتك على عملك في صورة المحاكاة والتقليد في الذي ينفع. لو أن كل مسؤول عاد من سفرياته التي لا تنتهي بإجابة على سؤال يسأله كيف نجحتم؟ لما بقي القطاع المسؤول عنه يراوح مكانه في شرنقة البؤس والتخلف. كل من يسافر يجب ألاّ ينشغل بربط الحزام وابتسامة المضيفة ومحتويات البوفيه المفتوح (والميني بار) وانما يسأل كيف أسهم في تقليد الآخرين في احترام النظام في المطار والطائرة والشارع وكيف أجعل من بلدي قبلة للسائح وأملاً واسعاً للمواطن ومثلاً في إثبات النية والرغبة في ركوب قطار الحضارة. نحن الصحفيين أكثر تأثراً بما نشاهده في السفر ولو بغيرة اللبيب لكن ما نرفعه من أذان يذكر بأذان مالطا . وهنا أستطيع أن أسأل لماذا شوارعهم بلا مطبات .. ولماذا تتحول زخات المطر عندنا إلى فضيحة للمهندس والمقاول والمتواطئ؟!!. في المملكة المغربية يبهرك ارتباط المدن بشبكة قطارات تعكس حيوية شبكة العقل. وفي القطار أشار النقيب ياسين المسعودي إلى فكرة أن يكون القطار موجوداً في اليمن كوسيلة مواصلات قادرة على تقريب البعيد فوجدت نفسي أرمي بالصحيفة من يدي إلى سقف القطار ولسان حالي ماذا لو مارس الحمقى هوايتهم في قطع الطريق كما يفعلون تجاه الحافلات وناقلات النفط والغاز. بعض المقارنات (تمخول) العقل.