عشرة قتلى وأربعة عشر مصاباً وعدد غير معروف من المشردين هم حصيلة الانفجار الرهيب الذي وقع في حي المسبح الأسفل بمدينة تعز مع ساعات الصباح الأولى ليوم الثلاثاء الماضي والذي قيل إنه بسبب انفجار ألعاب نارية كانت مخزّنة في بدروم إحدى العمارات التي انهارت على سكانها إلى جانب عمارة أخرى ، كما تضررت عمارات أخرى مجاورة بأضرار مختلفة تم إخلاء بعضها من قبل السلطة المحلية لعدم صلاحيتها للسكن بسبب ما لحقها من أضرار بالغة جراء الانفجار العنيف والذي سُمع دويه في أرجاء المدينة وأثار الرعب في نفوس مواطنيها الذين تدافعوا إلى موقع الكارثة الذي تحول إلى مزار للمواطنين رجالاً ونساءً ليكونوا شهود عيان على المأساة التي تسبب بها تاجر مستهتر وغير مبالٍ بأرواح الأبرياء. نعم.. هكذا حُدّد سبب الانفجار غير أن الآثار التدميرية الناتجة عنه تتعارض مع ماقيل عن السبب الذي يراه البعض غير منطقي للقوة التدميرية التي خلفها الانفجار والرائحة التي انبعثت منه وشائعات كثيرة يتناقلها المواطنون تزيد من الغموض حول أسباب الانفجار. وإن كنا مقتنعين أيضاً بعدم وجود شبهة جنائية في هذه الحادثة إلا أن المطلوب من الأجهزة الأمنية كشف الملابسات وتوضيح الأسباب الحقيقية وراء الانفجار ومحاسبة المسؤول عنه بغض النظر عن سبب الانفجار أكان ألعاباً نارية أو غيرها ، لأن ماحدث يعد جريمة مروعة ، لاتخص أسر الضحايا فقط ولكنها تخص المجتمع بأسره.. وتضع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية أمام مسؤولية كبيرة لمنع تكرارها في المستقبل.. ولتكن عبرة وعظة يستفاد منها في تفعيل الدور الرقابي على مثل هؤلاء التجار الذين لا همّ لهم إلا تحقيق الأرباح الكبيرة بغض النظر عن السلعة التي يتاجرون بها.. ومادام باب التهريب مفتوحاً على مصراعيه فسنبقى نستقبل كل مايحمله تجار الموت من سلع قاتلة تحصد أرواح المواطنين بهدوء كما هو الحال مع الأدوية المهربة والمقلّدة والمبيدات والبضائع المنتهية أو بضجيج كما هو الحال مع المفرقعات والألعاب النارية والديناميت .. الخ.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ترى كم من مخازن الموت تتواجد في المباني السكنية ووسط الأحياء المزدحمة والتي يجهل الجميع مابداخلها من سلع الموت ؟. نعم .. نحن نريد من الأجهزة الأمنية أن تأخذ ماحدث بعين الاعتبار وتقوم بمسح شامل لجميع المخازن المنتشرة في أحياء المدينة والتأكد من البضاعة الموجودة بداخلها وبشكل مستمر حتى لاتتكرر مأساة حي المسبح مرة أخرى.. وختاماً .. إن الحضور الكبير الذي سجلته السلطة المحلية والأجهزة الأمنية المختلفة في مسرح الانفجار منذ اللحظات الأولى كان ايجابياً إلا أن عملية انتشال المصابين وإسعافهم شابتها بعض القصور.. كما أن أفراد الدفاع المدني لايمتلكون الإمكانيات اللازمة لمواجهة هكذا حوادث. عاقل الحارة التي وقع فيها الانفجار أبدى تذمره من بطء الإجراءات كما أبدى استغرابه لغياب الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية التي يفترض أن تكون لها زمام المبادرة في تقديم المعونات للأسر المتضررة والتي فقدت كل ممتلكاتها وبحاجة لمن يمد لهم يد العون بعد هذه الكارثة.