سألتني السيدة (سحر) هذا السؤال المحرج؟ هل فعلاً يقتل الزواج الحب فيحافظ المرأة والرجل على حب أفلاطوني؟ والجواب عليه ليس سهلاً. وهو أكثر من حساس تُسرّ به الغانيات وتندم له الزوجات. وفي فيلم سيداتي سادتي ذكر الممثل وهو يعاشر فتاة فرنسية وهو أمريكي أن الزواج يقتل الحب بسبب الألفة والروتين والملل والكسل. وفي البحرين أسرّ لي رجل يحبني أنه على وشك طلاق زوجته، والزواج بواحدة ممن تعمل معه في القسم، فنصحناه بمراجعة زوجته والانتباه لنفسها ففعل واستقامت الأمور ولا تستقيم دوماً؛ فالزوجة تظن أن كل شيء مضمون خاصة بوجود الأولاد. وحسب حياة اليونان القديمة فكانوا يحتفظون بزوجة للبيت والطبخ والنفخ والأولاد. وأخرى محظيّة للعشق والفراش ومطارحة الغرام. وفي ألمانيا عرفت أن الخيانات الزوجية أكثر من رمال عالج. وفي يوم قرأت في مجلة نصف شهرية، عن قصص شائعة عن واحدة كانت تبحث في ركام الملل، حتى اجتمعت بواحد بالصدفة في مقهى؛ فأخذها إلى المنزل، وقضت معه ساعة من أمتع ساعات عمرها، وتمنت العودة، إلا أن صاحبنا الجميل أبى، لأنه كان يبدّل محظياته بأسرع من قمصانه. وفي الخليج يسري مبدأ التعدد بسهولة، وكذلك زواج المسيار،فالمرأة في الشرق لا تسلّم نفسها لرجل بدون زواج، إلا خطأ فاحشاً مكلفاً، وفي الغرب المرأة لا تخاف على شرفها بقدر حريتها، فتعاشر ولكن لا تغتصب إلا في الجريمة. وذكر لي الأخ صلاح عن زوجة عذبته فطلقها، ثم تزوج اثنتين، فهو في غاية السرور، قال: لانعدام الملل والتنافس الشريف في كسب قلبه. وفي بلاد الشام يندر التعدد إلا في القليل، ولعل الدخل المالي له دور في هذا؛ ففتح بيتين، والإنفاق على عائلتين، يحتاج لثري ميسور بأكثر من دخلين. وفي تفكيك المسألة في قناعتي، أن الملل حين يعشش مثل نسيج العنكبوت في العلاقة الزوجية يبدأ البيت في الاهتراء، وأعرف من الأزواج من انطفأ الحب بينهما، ولا علاقة جنسية منذ سنين، وهو مؤشر خطير لطلاق صامت، وموت خفي، في العلاقة الزوجية، بدون إعلان الحداد. ويذكر عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه رأى يوماً أم الدرداء وهي متبذلة في شكلها وملابسها، فتعجب، وكان يهمه المنظر اللائق والوجود الجميل؛ فكان جوابها عليه أن أبا الدرداء قد طلق الدنيا، ولا حاجة له بالنساء؟ فقال (صلى الله عليه وسلم) قولته المشهور: إن لزوجك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه. ومعنى هذا الكلام التطبيق ألا يراهن كل من الزوج والزوجة على الروتين، بل أن يسقيا شجرة الحب بينهما دوما بالتجديد، في كل بعد، بما فيها العلاقة الجنسية؛ فليغيرا مكان الفراش واللقاء، وليخرجا وليجددا الحياة دوماً، ففيها متعة ودفعة حيوية في شرايين الحياة الزوجية، تقيها وتصونها وتمنحها المتعة عطاء غير مجذوذ..