التحديات أمام القمة العربية في ليبيا، تحديات قديمة، جديدة.. كلها تنحصر، وتتبلور في إصلاح النظام العربي، ومؤسساته، وميثاقه.. لقد كان النظام الدولي المتوازن حارساً أميناً للأنظمة الصغيرة (القطرية) وضامناً لأمنها واستقرارها، واستقلالها وسيادتها إلا أن الأمور تحولت إلى الأسوأ بعد انهيار التوازن الدولي في بداية تسعينيات القرن الماضي لينهار معه الأمن والاستقرار والسلام الدولي، وبالتالي تفقد البلدان القطرية الصغيرة ومنها الوطن العربي أمنها واستقرارها وسيادتها في ظل هيمنة قطب وحيد أوحد على العالم. الوطن العربي، والنظام العربي (القطري) يعاني من هيمنة وإذلال القطب الواحد ليس لأنه ضعيف، ولكن لأنه مجزأ، ممزق، يكتنفه التخلف من الاستسلام لخلافاته وتبايناته الثانوية، وأزماته السياسية العربية العربية وعلى مستوى القطر الواحد وذلك سر ضعفه، رغم إمكاناته الهائلة الكافية لجعله قوة دولية يحسب لها ألف حساب في السياسات الدولية ولصالح الأمن والسلام الدوليين ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) وعليه يعد تجاوزاً لكل التحديات، وتحولاً كبيراً من الضعف إلى القوة القادرة على التغلب على كل التحديات. - فهل تكون قمة العرب في ليبيا قمة للتحول نحو نظام عربي جديد؟؟ نظام يتحول بالعرب من النظام القطري إلى النظام العربي الاتحادي.؟ هذا هو حلم الشارع العربي.. وكل قادة النظام العربي القطري يتداعون إليه.. فليصدقوا في أمانيهم ويحولونها إلى إرادات، وليخلصوا لحلمهم ويحولوه إلى حقيقة. المبادرة اليمنية أمامكم ياقادتنا.. وهي مبادرة تحمل همكم الذي دائماً تلهجون به أمام الشعب العربي من المحيط إلى الخليج العربي، بل وكل الظروف الصعبة التي تمرون بها في نظامكم لا يمكن تجاوزها في بقاء النظام القطري بل بنظام عربي جديد اتحادي نهضوي قوي يملك إمكانية التحرير وفرض السلام العادل والشامل في المنطقة، وفرض قرارات قوية فعالة على النظام الدولي لتحقيق الأمن والسلام الدوليين، وإقامة علاقات عادلة متساوية ندية بين النظم العالمية، دون ابتزاز أو هيمنة. إن الخطوة الأولى والصحيحة لقمة العرب في ليبيا هي تشكيل لجنة برئاسة ( عمرو موسى) لوضع التصور للهيكل الاتحادي، ومؤسساته وآلياته، وتمويله، ومهامه، وصلاحياته، وميثاقه.. والله المستعان عليكم.