صار العرب والمسلمون يعيشون مخاطر وتحديات عنيفة, مالم يتداركوا أنفسهم ويحصنوا أنفسهم.. فسوف تعصف بهم لامحالة.. ولامنجى ولاملجأ لهم منها سوى الإسراع في إقامة نظام عربي إسلامي جديد يحصنهم ضد الهجمة الرأسمالية الصهيونية الجديدة.. علماً بأن الوقت لم يعد فيه متسع أو فرصة للتأني, وأطرح هنا صورة بانورامية أو خطوطاً عريضة للكيفية التي يكون عليها النظام العربي الإسلامي الجديد: يشكل القادة والحكام العرب والمسلمون مجلس الحكم الأعلى للدولة أو للاتحاد العربي الإسلامي بحيث يرأس المجلس بالتناوب بين الأعضاء. تكلف لجنة قانونية عالية المستوى ذات خبرة من قبل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لصياغة دستور الاتحاد العربي الإسلامي. يقوم الاتحاد على الفيدرالية.. بحيث يحتفظ كل بلد بنظامه السياسي وتكون من مسؤولية الاتحاد حماية الأنظمة السياسية العضوة في الاتحاد. تتحول القوات المسلحة إلى قوات اتحادية لحماية الاتحاد أو أي دولة فيه من أي عدوان خارجي, باعتبار أن أي عدوان على بلد عضو هو عدوان على الاتحاد. تختص الأنظمة المحلية الأعضاء في الاتحاد بأمنها الداخلي بقوات أمنية مدنية تتعاون فيما بينها في كل الأقطار في حماية الأمن الداخلي للبلدان الأعضاء. العلاقات الاتحادية مع الخارج تتم من خلال مؤسسة اتحادية لذلك, وعبر هذه المؤسسة للبلدان.. وبحيث يمثل الاتحاد دول الاتحاد في الخارج, ومع المنظمات الإقليمية والدولية, ويلتزم بالمواثيق والاتفاقيات والإعلانات والقوانين الدولية. تقوم للاتحاد”محكمة اتحادية” من قضاة وموظفين اتحاديين تفصل في القضايا والملفات العالقة بين الأقطار العربية والإسلامية.. ومايستجد من قضايا. تقام مؤسسة اتحادية “للتجارة- والاقتصاد” وفق رؤية عربية إسلامية تتوخى تحقيق العدل والاستقرار والرخاء الاجتماعي. على قادة الدول الأعضاء في الاتحاد, ومن خلال المجلس الأعلى للاتحاد اتخاذ قرار بمغادرة الوجودات العسكرية الأجنبية من كل أراضي الاتحاد.. بما فيها العصابات الصهيونية الغاصبة لفلسطين.. على أن تتولى مؤسسة الدفاع الاتحادية تنفيذ ذلك. يكون للاتحاد علم واحد, وعملة واحدة, يتم التعامل بها مع الآخرين, كما يوجد جواز السفر والبطاقة الشخصية ومابقي من الوثائق الشخصية لمواطني الاتحاد. مواطنو الاتحاد سواسية أمام القانون والحقوق العامة.. مع احترام الخصوصيات الدينية والعرفية والمذهبية للجميع واحترام الثقافات وممارسة الطقوس الدينية للجميع.. وعلى دولة الاتحاد توخي العدالة في التنمية بين جميع دول وأقاليم الاتحاد. هذه خطوط عامة وعريضة لنظام اتحادي عربي إسلامي قادر ومقتدر على فرض وجوده في العالم ويحقق أمنه وسيادته ونهضته, ويستعصي علي أي عدوان.