يتجاهل البعض الجذور التاريخية للتجربة الديمقراطية في اليمن وعندما يتحدث عن التاريخ السياسي لليمن لاتدفعه الموضوعية العلمية أو الإنصاف ليقول بأن اليمنيين صُنّاع حضارة وهم أول الشعوب التي مارست الديمقراطية الشوروية ولولا أن القرآن الكريم قد سجل لليمنيين ذلك في قوله تعالى على لسان ملكة اليمن:«قالت ياأيها الملأ افتوني في أمري ماكنت قاطعة أمراً حتى تشهدون» صدق الله العظيم. نعم.. تلك الحضارة اليمنية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ تسجل السبق العلمي للتطبيق الواقعي للديمقراطية ولاينكرها إلا حاقد جاحد لايتصف بالموضوعية ولايُعتدّ به في الأمانة العلمية, نحن نقرأ لكثير من المتحاملين على التاريخ اليمني الذين تجردوا من الأمانة العلمية وابتعدوا عن الموضوعية, ولكن ينبغي أن ينبري رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فيقولون الحقيقة. إن التباهي بالديمقراطية الغربية واليونانية لاتسنده حقائق علمية موضوعية فالديمقراطية اليونانية كانت ديمقراطية ناقصة لأنها محصورة في الرجال دون النساء والأحرار دون العبيد, وقد أطلق عليها ديمقراطية الأبوين اليونانيين فقط, أما الديمقراطية الغربية المعاصرة فإنها حديثة العهد ولايمكن أن تكون جذورها التاريخية موازية للجذور التاريخية للديمقراطية في اليمن, لأن اليمن سبق كل المجتمعات في التطبيق العملي بآلاف السنين حتى جاء الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء متمماً لمكارم الأخلاق وجاء بالشورى وهو التداول السلمي للسلطة عبر المشاركة السياسية الشعبية التي شهدت اليمن تطوراً كبيراً في هذا الاتجاه لايمكن أن يزايد عليه أحد. ولئن كانت الديمقراطية الناشئة في العالم الثالث قد فرضت هذا المصطلح على تلك الدول المتخلفة فإن ذلك المصطلح ينبغي أن يستثنى منه اليمن لأنه مدرسة تاريخية في الديمقراطية ومن يقل غير ذلك فهو جاهل بالتاريخ السياسي القديم والمعاصر وأنصحه بالعودة إلى ذلك التاريخ فهو المدرسة التي ينبغي أن ينهل منها كل من يريد الحديث عن الديمقراطية ولايجوز التقليل من شأن التأصيل للديمقراطية في اليمن .. نأمل أن يدرك الباحثون ذلك بإذن الله.