تابعت بكل حب وشغف وأنا في غربتي بأرض الحرمين كلمة فخامة الرئيس في محافظة حضرموت خلال زيارته الأخيرة وكان لها وقع كبير لدى أبناء اليمن كافة بما تناولته من قضايا وطنية أو تنموية لليمن بشكل عام ولحضرموت بشكل خاص، ومن أهم ما جاء فيها الرؤى العظيمة التي تحدثت عن الوحدة وأنها وجدت لتبقى ولا يوجد هناك حوار أو نقاش أو مفاوضات على الوحدة فالوحدة انتهى موضوع النقاش حولها منذ حرب صيف 1994م. نعم سيادة الرئيس والآن وبعد مرور أكثر من 20 عاماً على ترسيخ دعائم الوحدة اليمنية, الوحدة التي أعادت البيت اليمني إلى أصله وأصالته التي سُلبت منه لأكثر من (160) عاماً سطرها التاريخ بأحرف من نور في عام 1990م بفضل الزعيم القائد علي عبدالله صالح وبمشاركة الأحرار والشرفاء من أبناء الوطن وبدعم كلي وكامل ولا محدود من كافة أفراد وشرائح الشعب اليمني, الآن وبعد مرور هذه المدة الزمنية في ظل الوحدة المباركة وعطاءاتها العملاقة ألم يحن الوقت لنا كيمنيين بجميع أطيافنا السياسية وثقافتنا أن نكف عن الحديث عن الوحدة اليمنية، فعندما نتحدث عن الوحدة وعن التصدي للمؤامرات التشطيرية فهذا يعطي للمتآمرين كياناً وكينونة وقوة فعالية في مبتغاهم في حين أنهم لاشيء على الإطلاق ولا يستحقون قطرات مداد على صفحات الصحف سواء بالتنديد بهم أو تجريمهم ,كما أننا عندما نظل نتحدث عن الوحدة فإن هذا يشغلنا عن الحديث عن التنمية والاقتصاد ومكافحة الفساد والإصلاحات وغير ذلك ويستنزف منا الوقت والجهد والمال وحتى التفكير, ولا نحتاج للاستمرار في الحديث عنها وعن ضرورة الحفاظ عليها لأنها أصبحت راسخة رسوخ الجبال ولم يعد هناك أي خوف عليها، فالوحدة وجدت بإرادة الله سبحانه وتعالى لإعادة الحياة إلى الجسد اليمني الواحد الذي تم تمزيقه ذات يوم, لذا فهي محمية بإرادة الله جل علاه , فلنترك الحديث عن الوحدة لأنها قدر حصل ذات يوم مبارك ولن يتغير هذا إطلاقاً ولنهمل كل الأصوات النشاز التي تأتينا من هنا أو هناك فهي ليست إلا أشبه بالنباح التي تحاول إشغالنا عن مواصلة مسيرة البناء والتنمية والسير إلى الأمام بوطننا، ولن يضرنا هذا النباح مهما علا وارتفع فالمثل يقول “ القافلة تسير والكلاب تنبح”, فلنواصل المسيرة ولنعتبر من الألمان فبعد أن تم توحيدهم سكت الكلام عن الماضي وأصبح الحديث عن الحاضر والمستقبل فقط , فالماضي أصبح من التاريخ, ولا يجب علينا حتى المجادلة والحوار والمناقشة والخوض في الحديث عن الوحدة كوحدة أرض ولنناقش فقط عن خيرات اجتماعنا وتوحدنا, ولنركز الحديث والاهتمام والمطالبة فقط في جوانب التنمية والاقتصاد والتطور ومكافحة الفساد والإصلاحات المالية والإدارية التي ستمكننا من الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة, فالوحدة في خير واليمن في خير واليمنيون في خير بمشيئة الله ولا داعي لكل هذه القلاقل والزوابع التي لا تسمن ولا تغني من جوع , فالأرض لله وحده يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.