دون أن يكون هناك استيعابٌ كامل لما أعني.. أعتقد أن أحدهم سيقفز (متبرِّعاً) أو (متحمِّساً) للحديث عن خدمة الطوارئ 199 والتقنيات الحديثة التي تستخدم.. وبما يلبي استيعاب كافة البلاغات والإسراع في اتخاذ الإجراءات الأمنية المطلوبة.. قد يكون المدير المسئول.. أو أحد القريبين من هذه الخدمة.. حريصين على أن يقنعانا بأن خدمة 199 تعمل على أكمل وجه.. وأن لا صحة لما نقوله. .. هكذا هي عادة الكثيرين.. المبالغة.. والمكابرة.. والمناطحة.. حتى وإن كانت السلبيات واضحة والأخطاء واردة، وهناك من يشكو ليس مرة بل مرات من هذه الخدمة التي كان من المفترض أن تدشَّن وقد ضمنت للمواطنين سرعة التقاط صوت أحد المناوبين وهو يقول: مرحباً.. ما مشكلتك.. ما بلاغك.. الآن سيتم توجيه أفراد الأمن من أقرب نقطة أو جهة أمنية؟!. .. هذه الخدمة حصلت على أكبر عملية (إظهار) في وسائل الإعلام.. حتى ظننَّا أن أي مواطن سيحصل على مساعدة الأمن في أي مشكلة.. وبوقت قصير جداً. .. شخصياً.. كنت أسمع كثيراً من الشكاوى التي تؤكد أن المواطن يجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى المختصين في خدمة «199» وكم هي المرات التي لم ينجح فيها مواطن من إيصال بلاغ عن حدوث جريمة أو عن وجود مخالفين أو عن طلب نجدة!. .. ساقتني الأقدار لأن أطلب الرقم 199 وبجانبي أحد الزملاء أثناء مشاجرة حدثت بين عدد من الأشخاص تطورت إلى (طعن) وقيام ثلاثة أشخاص باستخدام (الجنابي) لإرهاب من يحاول إيقافهم أو تأنيبهم.. وتوجيه الطعنات لمن يقف في وجههم حتى لاذوا بالفرار على سيارة هايلوكس سجّل جميع الحاضرين رقم لوحتها المعدنية. .. تخيلوا حاولت مراراً الاتصال من رقمي «سبأ فون» فكان الرد يأتي أن الرقم المطلوب غير موجود.. الرجاء التأكد من الرقم وشكراً.. مع أن شاشة التليفون تظهر عليها عبارة (إجراء مكالمة طوارئ)!. .. حاولت مرات عديدة الاتصال من تليفوني (يمن موبايل) فكان الرقم 199 مشغولاً.. ولم أنجح أبداً في الوصول إلى موظف الاستعلامات.. رغم تعدُّد المحاولات ولأكثر من نصف ساعة!!. .. هذه المحاولات في حادثة (شجار) تطورت إلى (طعن) وكادت تنتهي بالقتل.. فكيف بحالات السرقة.. والاعتداء.. والعصابات.. والقتل.. وغيرها؟!. .. وبالطبع ما خرجت به من قناعة بأن الخدمة (مضروبة) هي نتيجة لعدم الرد أو الوصول إلى موظفي الخدمة.. أما إذا ما نجح أي شخص في الوصول.. فهل كان بإمكانه أن يجد المساعدة.. والعون؟!. .. أتذكر أنني وقعت ضحية سرقة تليفون وأمسكت باللص الذي حاول الهروب بالمقاومة وقام (بذبح) يدي بآلة حادة صغيرة حتى يهرب.. ومع ذلك أمسكنا به واتجهنا إلى المنطقة الأمنية المجاورة فرفضوا استلامه، وقالوا إنه ليس من مسئوليتهم، وإن ذلك من مسئولية قسم الشرطة.. هذا هو ردهم وجوابهم.. وقد أمسكنا باللص وأحضرناه لهم!!. .. ما عليكم الآن.. إلا أن تقارنوا.. وتتخيلوا.. وتتوقعوا.. الرقم 199 (مضروب).. والمنطقة الأمنية (غير متجاوبة) حتى إذا جئت إليهم بالمجرم.. والتجاوب والتفاعل في ظل (لقمة العيش الصعبة) أصبح مرتبطاً بالخلافات والشكاوى التي تتفرّغ لها كثير من الأقسام من زاوية تنفيذ العساكر.. والأجرة.. والحبس. .. حتى إننا أصبحنا في حاجة ماسّة إلى رقم شكاوى خاص بالمواطنين يشكون من خلاله الظلم.. والمظالم.. داخل أقسام الشرطة.. وإلا ما رأي الوزير والعالمين بخفايا الأمور؟!.