كان من الطبيعي بل والواجب أن تستهدف الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني الشباب بالتنشئة الوطنية القائمة على مبدأ «حب الوطن من الايمان» لترسخ في عقولهم بأن التخلي عن الوطن وثوابته تخلٍ عن العقيدة الاسلامية والعكس صحيح. والأكثر من ذلك أن الواجب يحتم على تلك القوى أن تؤكد وتوضح عملية التلازم والترابط الوثيق بين الإيمان بالله تعالى وحب الوطن، لكي يتم تحصين الشباب من أية اختراقات فكرية تضر بالدين والوطن وتمزق وحدة الشباب وتشوّش على مبدأ الولاء لله ثم للوطن وتعزز مبدأ الولاء الوطني وتجسد الوحدة الوطنية. إن الغريب والمستهجن والمستنكر بل والمجرّم دستورياً وقانونياً ودينياً ماتقوم به بعض القوى السياسية من ممارسات شيطانية تستهدف بها شباب المستقبل تعتمد على الغواية الفكرية القائمة على العنصرية والمذهبية الممقوتة والفئوية والقروية والترويج لأفكار ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا الاستهداف الخطير يتطلب الوقوف أمامه بجدية وبمسئولية، لأن مستقبل الشباب هو مستقبل اليمن وأي إضرار بالشباب هو - دون شك - إضرار باليمن حاضراً ومستقبلاً، الأمر الذي يستدعي استنفار كافة الجهات المعنية بالشباب في سبيل مواجهة أية محاولات عدوانية تستهدف غواية الشباب من خلال ما تروج له تلك القوى الآثمة والمأجورة، التي تسعى بكل ما لديها من الامكانات المادية والبشرية إلى تنفيذ أجندة عدوانية تمزق من خلالها اليمن وتخلق العداوات والنزعات الانشطارية التي تعكر صفو حياة اليمنيين في الحاضر والمستقبل. ولئن كانت بعض القوى المأجورة قد اختارت عقول الشباب باعتباره أقرب الطرق لتحقيق أهدافها العدوانية التمزيقية فإن الواجب علينا جميعاً أن نواجه هذا التحدي بروح وطنية ودينية مسئولة، بل إن القيام بهذا الواجب بات فرض عين ينبغي القيام به، كل من موقع عمله وفي مقدمة الجميع الجهات المعنية بتربية النشء والقائمون على التعليم وهي مسئولية وطنية ودينية بالغة الأهمية، فهل تدرك الجهات المعنية هذا الخطر وتعمل على مواجهته؟ نأمل ذلك بإذن الله.