كان (آوجست كيكولAugust Kekul) في ورطة فعلية كيف يفسر تراكب ذرات الفحم في مادة الكيمياء العضوية التي كان يعمل عليها. وكل النظريات السابقة من الفيزياء لم تكن تسعف فكيف يمكن لمجموعة من الذرات أن تترابط وتصطف بجانب بعضها البعض وفي حيز محدود. لابد من تركيب خاص ولكن ماهو؟ ولايكفي في هذا الخيال بل لابد من وجوده حقاً في الواقع. استولت عليه الفكرة فأقضّت مضجعه حتى جاءه هاتف في المنام فرأى منظراً عجيباً لاينساه، رأى لهب النار تصاعدت أمامه ومن دخانها تصاعدت حلقات من الذرات وارتسم أمام عينيه منظر ثعبان مخيف يتحرك في لهب النار. بدأ الثعبان يتحرك على نحو عجيب فلم يهاجم أو يعض، بل هجع في تضاعيف الدخان والتف على نفسه ثم أكمل حلقة وحشر في النهاية ذيله في فمه واستقر في دائرة كاملة. قام كيكول من المنام وركض الى أوراقه وهو يصيح جاء الفرج، ثم بدأ يرسم حلقة البنزين الأولى في تاريخ الكيمياء العضوية. الآن فهمت كيف تتراص الذرات على هذا النحو البديع صاح كيكول. وقام برسم صورة الثعبان الذي يأكل ذيله بحيث وزّع ست ذرات على مسار جسم الثعبان بحيث تترابط كل ذرة فحم مع أختها وفي النهاية تترابط الأخيرة مع الأولى ويعرف هذا التركيب طلاب الطب في مادة الكيمياء العضوية، ولكن لايخطر في بالهم من الذي وصل الى اكتشافها. وعندما قام آوجست كيكول بتحري حقيقة هذا التركيب جاءت النتيجة متطابقة تماماً.. لحظات المنام هذه لم يختص بها فقط آوجست كيكول صاحب كشف الحلقة البنزينية بل تروى عن العالم المسلم ابن سينا أنه عندما كان تختلط عليه الأمور ولايهتدي الى حل بعض المسائل العويصة يأتي حلها في المنام. ويروى عن آينشتاين صاحب نظرية النسبية قصة عجيبة أنه رأى في المنام وكأنه يركب شعاع الشمس وعندما أبصر نفسه على هذه الشاكلة رأى ضوء الشمس عموداً ثابتاً فالتمعت في ذهنه فكرة النسبية التي تعتبر فيها مسألة سرعة الضوء العمود الفقري منها، فلابوجد ماهو أسرع من الضوء وكل زيادة في سرعة الضوء لاتزيد السرعة سرعة وهذا كسر لمفاهيم رياضية. فنحن نعلم أن زيادة رقم على رقم يرفع العدد أي أن 3+5 = ثمانية ولكن في المسبية تختل هذه القاعدة فكل سرعة فوق سرعة الضوء لاتزيدها شيئاً، بمعنى أن من يركب قطاراً يمشي بأعلى سرعة له ثم قدح النور أمامه فإن سرعة الضوء لاتزيد.. هكذا تقول النسبية وبموجب هذا التفكير ولدت نظرية النسبية التي تم التأكد من صحتها على نحو تجريبي في مناسبات لاحقة لسنا بصدد شرحها، ولكننا نشير الى أن سرعة الضوء التي تبلغ 300 ألف كيلومتر في الثانية أو 186 ألف ميل هي السرعة القصوى في الكون ولايوجد ماهو أسرع منها. وهناك حالياً حديث حول كسر هذا الثابت ولكن الأمر قيد جدل وعسى أن أستطيع في مقالة لاحقة أن أشرح فكرة النسبية على نحو مبسط وكذلك الشروخ العلمية فيها كما هو في آخر قفزات العلم المتسارعة. وهناك من يدعي أن وصل الى خمس سرعات الضوء وهو يعني انهيار الفيزياء الحديثة.